hghgh

بقلم : أم حنينة

إن اللغة كما يقوله علماء اللغة مهارة تستطيع أن يتغير أداءها بالتدريب والتعليم. فالتدريب الكثير ينتج المهارة اللغوية القوية. فالتدريب يختلف عن التعلّم. فالتعلم هو محاولة أيّ شخص للبحث عن العلوم والمعلومات التي تتعلق بحاجاته حتى يستطيع أن يعلم مالم يعرف. وأما التدريب فهو تعويد ماحصله المتعلم من العلوم والمعلومات حتى يجيدها إجادة تامة. فالتعليم والتدريب مهمّان في عملية اكتساب اللغة وأداءها. فالإنسان يحتاج إلى التعلّم لكي تكون كفاءته اللغوية من القواعد اللغوية مرتفعة والآراء التي يريد تعبيرها جاهزة. فالتدريب على أداء اللغة يحتاج إليه كلّ الشخص ليكون أداؤها مناسبا وصحيحا. ويكون مناسبا بسياق وحالة المخاطب.

وأداء لغة أيّ شخص يختلف عن أداء غيره. وذلك الاختلاف تؤثره دراجات التعليم وخبرات الحياة والبيئة التي تحيطه. فالشخص الذي درجة تعليمه دنيئة لايتكلم مثل الذي درجة تعليمه عالية. ولديّ خبرة عن هذا، حينما كنتُ راجعا إلى بيتي الأصلي يوم عيد الفطر تجولتُ حول القرية التي ولدتُ ونشأت فيها، وحينما أدرس في الجامعة تركت القرية. وفي أثناء تجولي حول القرية صادفتُ جماعة من الشباب يجلسون على درّاجتهم النارية حافة الشارع. وعندما تقربتُ منهم رأيتُ أن بعضهم صديقي الذي كان يدرس معي في المدرسة الابتدائية في قريتي.

ثم أوقفتُ مروري وسلّمت عليهم وقلت لهم كيف حالكم ؟ قالوا : بخير والحمد لله. ثم سأل صديقي الذي كان يدرس نفسَ الفصل معي في المدرسة الابتدائية، كم ولدا عندك ؟ قلتُ له : لي ابن واحد عمره أربع سنوات وسيأتي الثاني قريبا إن شاء الله. ثم قال لي بصوت مستخفٍّ ومحبطٍ : هذا قليل، أنا لديّ أربعة أولاد. وهو قال هذه الكلمة بنغمة خَشنة تؤذي وتؤلم القلب. إذا سمع أي شخص تلك النغمة الخشنة سيغضب ولايرضى بها وإذا لايصبر ربما سيضرب القائل. وأنا شخصيا حينما أسمع تلك الكلمة الموجهة إليّ لا أرتاح بها ولكني عرفت أن ذلك من طبيعته التي امتلكها منذ الصغار. وحينما كان يدرس في المدرسة الابتدائية يحب أن يؤذي الآخرين من ضرب وشتامة و غيرها.

ولذلك لاأستجيب قوله المؤلم استجابة سلبية ولكن ظننته شيئا عاديا. ثم فكرت وتأملت قليلا ثم أخذت الخلاصة أن أداء اللغة تؤثره التعليم والتدريب وغيرهما. ورأيت أنه رجل بطال لايعمل ولايواصل دراسته إلى درجة أعلى وهو قد أتم دراسته حتى المدرسة الإعدادية فقط. والبيئة التي أحاطتْه بيئة سيئة بعيدة عن التعليم. ولذلك صار أداء لغته لايتغير ولايرتقي ومازال ثابتا مثل أداءها حينما كان في المدرسة الابتدائية. لو تعلّم حتى المرحلة العالية ولديه خبرات جيدة سيكون أداء لغته متغيرة. لأن أداء اللغة يصوِّر ماكان في ذهن المتكلم من العلم والخبرة.

ثم لتكون الكلمات التي تخرج من فمه مناسبة بالعلوم والخبرات التي حصلها مثلجة للقلب لابد عليه أن يدرّبها في الأداء لأن اللغة لايكون أداءها جميلة إلا بالتدريب. وإذا نقارن بين أداء اللغة الذي أنتجه البروفسيور وسائق المواصلات العامة فيوجد الاختلاف. فكلمات البروفيسور أو الأستاذ تشتمل على النصيحة والدعوة المثلجة وأما كلمات سائق المواصلات العامة فأكثرها سيئة ومؤلمة. والله أعلم

Comments are disabled.