تطوّر التكنولوجيا في يومِنا الحالي أصبح أزمة خطيرة. تأتي المعلومات عبر الشبكة الدولية كلها تعليمية و ترفيهية لتلبي متطلبات مستخدميها، فالتكنولوجيا مثل السلاح ذو حدين أنها تفيد و تفسد، تتعرض الإنسان بظهورها إلى التأثير الإيجابي أو السلبي نفسيا أو جسديا .ويتمثل التأثير السلبي في نفس الإنسان بمثل الإدمان و تغيّر الخلق و السلوك حتى ظهور الأفعال المنحرفة أو ارتكاب الجريمة. وتشيّع هذه الخطيرة في عالم الشباب اليوم، إدمان اللعب الإليكتروني و القرع الشبكي وغيرها تقتل أوقات الشباب و تفشل دراستهم لأجل متابعة اللعب و تيمّن حصول القرعة. كما أن انتشار المحذرات و التحرشات في المجتمع كذلك فعلا لا تنفصل عن دور الشبكة الدولية.
لكن إذا تأمّلنا ليست الشبكة الدولية و الجوّال أو الحاسوب جيدة ولا سيئة في ذاتها، توقف الأمر على مستخدمها لأنها لا تنفعل بنفسها و لا يزيد عن كونها الثروة الصناعية، لذا، تخيّل معي، شبكة الإنترنيت في توفير المعلومات كأنها تشبه السوق الكبير الذي يراود الزوّار من الاطلاع على البضائع المتوفرة في متاجره. فالزبائن في السوق كما أن المستخدم في مجال الإنترنيت ينقسم إلي الثلاثة، الأول شخص يفتقر إلى البيانات لعمله ففتح القنوات المعينة و لايفتح القنوات الأخرى إلا لأجل التحسين و إتمام عمله فقط فهذا مستخدم سليم، الثاني شخص يفتح القنوات الشبكية لأجل استهلاك الوقت الفارغ خلال انتظار الشيء أو الاستراحة فتعرض هذا إلى فتح مالا يفيده ولا حاجة إليه. والثالث شخص يفتح الإنترنيت لأجل إدمان اللعب أو تيمّن القرعة أو مشاهدة الفيديو أو غيرها فهذا خطر يحتاج إلى العلاج، فأين نحن ؟ ولو كان في بعض حين قد يدخل الشخص في النوع الأول والثاني أو الثالث إلا أن يكون الفرق بينها يكون في نسبة الإصرار.لذلك افترض العلماء السكولوجيا أن الأزمة الأخلاقية في وقتنا الراهن التي تصيب المجتمع الإندونيسي على كافة المستويات، من بين الحكام و المحكومين والمدير والعاملين والمعلم و طلابه وحتى حالة طوارئ المحذرات في إندونيسيا اليوم كلها ناجمة من هجوم التكنولوجيا والثقافة الحديثة وأنها تدل على ضعف مجتمعنا محاولتها.
ضعف المحاولة حقيقة مشكلة تنظيم الحياة التي تصيب جميع مستويات المجتمع اليوم، إذا رجعنا إلى القرآن الكريم أنها لا تخلو عن طبيعة الإنسان التي نص عليها عز وجل في سورة المعارج أية 19-21 أنه خلق هلوعا. الهلوع صفة مشتقة من الهلع بفتحتين وهو شدة الحرص. واستمرار الأية أن الإنسان إذا مسه الشر جزوعا أي كثير الشكوي و إذا مسه الخير منوعا أي بخيلا. فسر بعض المفسر أن الإنسان جُبِلَ على الجزع وشدة الحرص، إذا أصابه المكروه والعسر فهو كثير الجزع والأسى، وإذا أصابه الخير واليسر فهو كثير المنع والإمساك. و تشير الآيات إلى السبب الأولي الذي يدعو الإنسان إلى رذيلة الإدبار والتولي والجمع والإيعاء والوقوع في الجريمة وارتكاب المحارم.
ويشير استمرار الأية إلي أن الصلاة لها الأثر البارز في دفع رذيلة الهلع المذموم. كيف يكون ذلك ؟ الأول من جانب الصحّي كانت الصلاة هي أفضل رياضة عقلية وروحية وجسدية، والمحافظة عليها يعني المحافظة على حالة نفسية هادئة ومستقرة. الثاني من جانب علم النفس أن الصلاة تساهم في تقويم نفس المسلم واعتدال مزاجها كما أنها تعين المسلم على إزاحة هموم الدنيا وأحزانها. زيادة على ذلك أن الصلاة تفيد مصلحة الفرد والجماعة لأنها تهذب الإنسان وتضبط تصرفاته، لذا أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر تقلب الصفة الرذيلة حسنة التي تحب للخير و السعادة لنفس الإنسان و مجتمعه. اختصارا مما سبق أولا أن هجوم التكلولوجيا شيء ضروري لا يقدر الإنسان رده بل يلزمه الاستفاد منه، ثانيا أن علاج رديلة الصفة في الإنسان، طبيعية كانت أو عارضة من تأثير هجوم التكنولوجيا هو إتقان الصلاة.

Comments are disabled.