ينال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها الاهتمام الكبير من مجتمع إندونسيا باعتبارها لغة دينية. فاللغة العربية كلغة دينية – دين الإسلام – يحل محلا أعلى في منظور سكان إندونسيا. فتصير اللغة العربية مدروسة في جميع المعاهد الإسلامية كمادة أساسية وتكون شرطا في فهم الدروس الإسلامية فيها. ولم نجد معهدا من معاهد إسلامية ترك تعليم اللغة العربية. ومع أن تعليم اللغة العربية في المعاهد الإسلامية يمثل وجبة أساسية إلا أن تعليمها فيها تختلف أنواعها وطرائقها باختلاف أهداف تعليمها. فمن أهداف تعليم اللغة العربية في المعهد السلفي أنه يركز على أهداف دينية حيث يمهِّر التعليم الطلبةَ على قراءة الكتب الدينية والتراثية فتكون المواد الدراسية تختص بالقواعد اللغوية.
وأما المعهد الحديث فيركز على أهداف اتصالية حيث يكون هدف الاتصال هدفا رئيسا في تعليم اللغة العربية فيه وتكاد المواد الدراسية كلها تتجه إلى تمهير الطلبة على الممارسة الاتصالية وتكون مادة القواعد مدروسة كوسيلة تساعد الطلبة على تركيب الجمل العملية الوظيفية ولاتُدرَس القواعد نظريا كمادة مستقلة, فلايوجد هناك تعليم القواعد باستخدام كتاب ألفية ابن مالك أو العمريطي أو المتممة الفواكه الجنية وغيرها من الكتب النحوية. ومن هذه الفروق نستطيع تمييز الخرجين الذين تخرجوا في المعهد السلفي والمعهد الحديث من ناحية الكلام والقراءة والكتابة حينما يواصلون دراستهم في الجامعة التي تدرّس اللغة العربية مكثفة كجامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية مالانج.
وفي الجامعة هم يدخلون في فصل واحد مع مختلف خلفية دراستهم السابقة وتُلاحظ من خلال ممارستهم الكلام مثلا مزايا وقصورهم. ومن مزايا معظم الطلاب الذين أكملوا الدراسة في المعهد الحديث طلاقة الكلام وسليقة التحدث وهم لايفكرون مرة أخرى فيما سيتكلمون عنه ومع ذلك بدت قصورهم النحوية والتعابير الاصطلاحية. ومن أمثلة قصورهم النحوية قولهم “هذا الصُّورة” و “هذه الملعبُ” الذي وقع خطأهم في وضع اسم الإشارة و ” لِيُبَيِّنُ ” الذي يجب أن يكون منصوبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا و ” يُماَرِسُ عَنْ حُبِّهِ” الذي لايتعدى بحرف الجر و” لاَ وَجَدَ إِلاَّ هذهِ المرأةُ ” الذي يستغني عن دخول ” لاَ ” في الفعل الماضي. وهذه الأخطاء خرجت من كلامهم بلاشعور. ومن الأخطاء الاصطلاحية التي تتجلى أثناء كلامهم اصطلاح ” نَهتَمُّ عنْ ” و ” نُبيِّنُ لكم بهذه الصُّورة” و ” في المسْرحيَّةِ كان رجلٌ ” و “لأنّ الطالبَ ألعبُ إلى الجَوَّالِ” و ” ثُمَّ يُجَابُ الأستاذُ “.
ومثلُ هذه التعابير نطقها الطلاب بشكل عفوي ولم يشعورا بأنها أخطاء قد ارتكبوها كثيرا. ثم يستنتج الكاتب أن الأخطاء اللغوية التي ارتكبها الطلاب ليست في مجال الكفايات اللغوية وإنما تقع في مجال الأداء اللغوي. وهذه القضية تحدث بسبب احتكاكهم بالبيئة المحيطة بهم حيث يكتسبون الأصوات وقواعد النحو والأساليب منها. وبالإضافة إلى ذلك أنهم يتأثرون أيضا بلهجات لغتهم الأم في كلامهم العربي حيث تتمكن لغتهم الأم منذ صغارهم وأصبحت نمطا ثابتا في عقولهم. ولذلك يجب على المعلمين ملاحظة هذه القضايا أثناء تعليمهم وبالتالي يجب عليهم تعديل وتصحيح الأخطاء وخاصة الأخطاء التي تتعلق بالكفايات اللغوية حتى لاتصير أخطاء شائعة يعتبرها الطلاب صحيحة. وبالتالي يسمحون الأخطاء التي تتعلق بالأداء اللغوي لأن ذلك حدث في ظاهر اللغة وليس في باطنها. والله أعلم

Comments are disabled.