بقلم: حافظ رازقي
اليوم اتصل بي صديقي الذي يحب أن يضايقني دائما، قلت أنه متضايق لتضايقه إلي. إذا أراد شيئا لابد من الحصول عليه بالسرعة، وهو يعتمد علي دائما إذا وجد شيئا مهما يحتاج إلى سرعة العلاج. وهو يتصل بي كل يوم، وبل في اليوم اتصل بي أكثر من أربع مرات. وقد يتصل بي هاتفيا في الليل الذي يكون وقتا مناسبا للنوم، وقد يتصل بي حينما كنت في التعليم والمحاضرة وقد يتصل بي حينما كنت أقضي الحاجة وهكذا، ولهذا أقول أنه مزعج ومتضايق. ومن هنا أشعر بأنّ وقتي لايوجد إلا لخدمته، لأني مثل أكثر الأندونسيين الذين لايستطيعون أن يقولوا “لا أستطيع” حينما يشعرون أنهم لايستطيعون. وثقل علي أن أقول له آسف أنا لا أستطيع أن أرافقك ولا أستطيع أن أوصلك إلى مكان ما ولا أستطيع أن آتي إلى بيتكم وهكذا.
وبعد فترات من الزمن، حاسبتُ نفسي و راقبتُه وقلت لنفسي إذا أعمل هكذا طول حياتي فسوف تكون حياتي ضيقة. لا أستطيع أن أتمتع بنعم الدنيا وما فيها من الملاعب والمنزهات وغيرها. ومنذ ذلك الوقت شجّعتُ تفسي أن أقول ما قد خطر ببالي وما قاله صوت قلبي إلى صديقي المتضايق. يوما من الأيام اتصل بي صديقي وطلبني أن أوصله إلى المنطقة التي تقع خارج المدينة التي سكنت فيها. والمسافة بين المنطقة التي يريدها والمنطقة التي أسكن فيها نحو 150 كم. وعلى رأيي أن هذه المسافة ليست قريبة وإنما هي بعيدة، ستستغرق الرحلة أربع ساعات للوصول إلى هناك. ثم أحاول أن أقول له بالصراحة بأني لا أستطيع أن أعمل ذلك لأن لديّ بعض البرامج المعهدية والدراسية. ومنذ ذلك الوقت أصبح صديقي قليلا في الاتصال بي وقلت في قلبي قولا يحمد ها الآخرون وهذا يجري حتى أكثر من شهرين.
يوما من الأيام، اتصل بي صديقي وتوقعتُ أنه سيضايقني لذلك لم أردّ تلفونه حتى تأتي المكالمة في المرة الرابعة ورددتُه وقال لي احضر إلى بيتي أريد أن أتفاهم معك في أمر مهم، ثم قلت له نعم سآتي إلى بيتكم بعد صلاة العصر. وطبعا أنا توقعت أنه سيكلفني بالأعمال الكثيرة المثقلة التي يريدها أن يخلصها سريعا. وفعلا أنه كلفني أن أعمل عملا ولكنه ليس كثيرا مثلما توقعت. هنا أخطأت الظن إليه وبجانب أنه كلفني بأعمال ليست كثيرة أنه اشترى لي رصيد التلفون حتى أستفيد من ذلك الرصيد للمكالمات وإرسال الرسائل الكثيرة. ربما يكون صحيحا ما قاله أغلبية الناس “أننا نريد والله لا يريد” يعني أن الشيئ الذي نريده قديريده الله وقد لا يريده. ومثل ما توقعت لصديقي خطأ لأن الله لا يريد. لذلك على الأحسن لجميع الناس أن لا يكثروا الظن حتى لا يخطئوا كثيرا أيضا. والله أعلم بالصواب

Comments are disabled.