خطأ الظن

بقلم: حافظ رازقي
اليوم اتصل بي صديقي الذي يحب أن يضايقني دائما، قلت أنه متضايق لتضايقه إلي. إذا أراد شيئا لابد من الحصول عليه بالسرعة، وهو يعتمد علي دائما إذا وجد شيئا مهما يحتاج إلى سرعة العلاج. وهو يتصل بي كل يوم، وبل في اليوم اتصل بي أكثر من أربع مرات. وقد يتصل بي هاتفيا في الليل الذي يكون وقتا مناسبا للنوم، وقد يتصل بي حينما كنت في التعليم والمحاضرة وقد يتصل بي حينما كنت أقضي الحاجة وهكذا، ولهذا أقول أنه مزعج ومتضايق. ومن هنا أشعر بأنّ وقتي لايوجد إلا لخدمته، لأني مثل أكثر الأندونسيين الذين لايستطيعون أن يقولوا “لا أستطيع” حينما يشعرون أنهم لايستطيعون. وثقل علي أن أقول له آسف أنا لا أستطيع أن أرافقك ولا أستطيع أن أوصلك إلى مكان ما ولا أستطيع أن آتي إلى بيتكم وهكذا.
وبعد فترات من الزمن، حاسبتُ نفسي و راقبتُه وقلت لنفسي إذا أعمل هكذا طول حياتي فسوف تكون حياتي ضيقة. لا أستطيع أن أتمتع بنعم الدنيا وما فيها من الملاعب والمنزهات وغيرها. ومنذ ذلك الوقت شجّعتُ تفسي أن أقول ما قد خطر ببالي وما قاله صوت قلبي إلى صديقي المتضايق. يوما من الأيام اتصل بي صديقي وطلبني أن أوصله إلى المنطقة التي تقع خارج المدينة التي سكنت فيها. والمسافة بين المنطقة التي يريدها والمنطقة التي أسكن فيها نحو 150 كم. وعلى رأيي أن هذه المسافة ليست قريبة وإنما هي بعيدة، ستستغرق الرحلة أربع ساعات للوصول إلى هناك. ثم أحاول أن أقول له بالصراحة بأني لا أستطيع أن أعمل ذلك لأن لديّ بعض البرامج المعهدية والدراسية. ومنذ ذلك الوقت أصبح صديقي قليلا في الاتصال بي وقلت في قلبي قولا يحمد ها الآخرون وهذا يجري حتى أكثر من شهرين.
يوما من الأيام، اتصل بي صديقي وتوقعتُ أنه سيضايقني لذلك لم أردّ تلفونه حتى تأتي المكالمة في المرة الرابعة ورددتُه وقال لي احضر إلى بيتي أريد أن أتفاهم معك في أمر مهم، ثم قلت له نعم سآتي إلى بيتكم بعد صلاة العصر. وطبعا أنا توقعت أنه سيكلفني بالأعمال الكثيرة المثقلة التي يريدها أن يخلصها سريعا. وفعلا أنه كلفني أن أعمل عملا ولكنه ليس كثيرا مثلما توقعت. هنا أخطأت الظن إليه وبجانب أنه كلفني بأعمال ليست كثيرة أنه اشترى لي رصيد التلفون حتى أستفيد من ذلك الرصيد للمكالمات وإرسال الرسائل الكثيرة. ربما يكون صحيحا ما قاله أغلبية الناس “أننا نريد والله لا يريد” يعني أن الشيئ الذي نريده قديريده الله وقد لا يريده. ومثل ما توقعت لصديقي خطأ لأن الله لا يريد. لذلك على الأحسن لجميع الناس أن لا يكثروا الظن حتى لا يخطئوا كثيرا أيضا. والله أعلم بالصواب

إدارة الهموم

بقلم : نور قمري
لا أحد من الناس في هذه الدنيا لم يسبق له أن يشعر بالهم والحزن. فالناس إذا واجهوا المشكلات إما أن تكون مشكلة حياتية أو اقتصادية أو أسرية سيسارعوا إلى البحث عن حلول تلك المشكلات. وإذا استطاعوا أن يجدوا حلولا ذكية سيفرحون وإذا لم يستطيعوا إيجاد الحلول سيهُمُّون ويحزنون. فالهموم التي حصل عليها الناس قد ضايقتهم وأزعجتهم. فالناس إذا لم يستطيعوا أن يديروا همومهم بشكل جيد فسيصبحون مضغوطين ومتوترين في درجة عالية وهذه خطيرة. فالهم هو شيئ عادي يصيب الناس جميعهم، فهو يأتي إلى قلوب أي إنسان ولايختار إنسانا معيّنا. ولو كان الهم ينزل في قلب أي إنسان فهو لايعني أن الهم لا يمكن أن يديره الإنسان.
كما عرِفَ أن الهم قد يبقى في قلب إنسان لمدة طويلة وقد يزيل سريعا. وهذا يتعلق بقدرة الإنسان في إدارته، وإذا يستطيع أن يديره إدارة فعالة فلن يبق ذلك الهم في قلب إنسان لمدة طويلة. الذي جعل الإنسان هامّاوحزينا هو عدم قدرته في إدارة الهم والحزن. كيف يستطيع الهم أن يديره الإنسان؟ إن الهمّ شيئ معنوي لايمكن أن يراه الإنسان إلا عن طريق مظهره لأن الظاهر يدل على الباطن، ولكن المظهر لايضمن مئة في المئة أنه يعكس الباطن. وهناك من يبدو أنه حزين بعدم الكلام الكثير مع غيره مثلا أو خروج الدموع من عينيه ولكن ذلك المظهر يعني خروج الدموع أو عدم الكلام الكثير لايضمن أنه حزين. ربما خروج الدموع من عينيه يسببه غبار أو حيوان دخل في عينيه إلى آخره.
وربما طريقة معرفة الهموم التي وجدت في قلب الإنسان ليست إلا بأن يقول المهموم همومه إلى الآخرين قولا صدّيقا. لأن تعبير المهموم عن شعوره هو الذي اقترب من الحقيقة.وإذا عُرفت حقيقة الهم التي أصابها الإنسان سيسهل على الإنسان أن يجد الحلول، لأن الحلول تأتي بعد معرفة المشكلات. ولذلك طريقة إدارة الهم الممتازة هي بأن يقول المهموم ما قد همّه من المشكلات. لأن المشكلة تحتاج إلى حل سريع وإذا لايوجد الحل السريع لمشكلة شخص ما سيبقى ذلك الهم طويلا في الهم. وبقاء الهم طويلا في صدوره سيزعجه وسيحيره ويهمّه.لأن المشكلة ستأتي يوميا إذا ذهبت مشكلة ستأتي مشكلة أخرى، لأن أمور الناس التي ستواجهها الناس ماداموا أن يعيشوا في الدنيا ليست واحدة وإنما عديدة متنوعة.
ولذلك بتعبير الإنسان شعوره إلى الآخر ويطلب الرأي والفكر والحل منه، هذا سينقص مشكلته الأولى وينتهى منها ويستعدّ لاستقبال مشكلة جديدة. وإذا كان الإنسان يستطيع أن يعمل هكذا فيصبح مديرا لمشكلته بمعنى أنه لايتحير بما سيأتي إليه من المشكلات التي ستجعله هاما وحزينا. والله أعلم

اللغة و الحضارة

اللغة هي معجزة الفكر الكبرى ، وراء كونها عربية أو إنجليزية أو إندونيسية أو صينية هي ظاهرة فكرية عضوية خاصة بالإنسان دون غيره من الكائنات الحية ، فهي صفة مميزة للنوع البشري. فالأمة حية بحياة لغتها، و الحياة تطور دائم و نمو مستمر ، تقدم لا يعرف الوقوف. فاللغة التي تسايره دائمة التطور أيضا و تكون صورة صادقة لحضارته.
اختلاط الناس بعضهم ببعض ، و وجود عناصر بشرية جديدة التي تدخل على مجموعة مستقرة فتؤثر في نطقها، و الهجرة الجماعية من البيئة الأصلية إلى أمصار بعيدة أخرى، و تعاقب الزمان و الأجيال مع وجود الفارق في دقة التلقي عن طريق السمع و عن طريق المحاكاة بين الأبناء و أبائهم، كل ذلك يحدث عاهات عميقة في شكل اللغة بل يظهر فيها لهجات تتنوع و تنفصل عن اللغة الأم مثل ظاهرة التوسع في قياس النحو و ظاهرة الابتداع في اللغة ، و نقل اللفظ إلى معنى جديد.
يحدث التوسع في القياس النحوي وهو كمثل إجراء حركات الإعراب على المضاف في اللغة العربية نحو هذا كتابُ زيد ( بضم الباء) و قرأت كتابَ زيد (بفتح الباء) و نظرت إلى كتابِ زيد (بكسر الباء). هذا الإعراب لم يكن على الأرجح إلا استمرار في عملية آلية وهي تغيير الحركة في آخر الكلمة بتغير التراكيب. ومازال نحاة العرب يقولون صراحة أن المضاف و المضاف إليه في حكم اللفظ الواحد. و قد عثر على نقش في جزيرة العرب يرجع إلى عهد الرسول وقد وردت في صيغة “على بن أبو طالب” ذكره كراوس و حميد الله في كتابها ” وثائق سياسية من عهد النبوة و الخلفاء الراشدين” ،اعتمادا على ذلك أصبح النحاة أشاروا إلى نوع آخر من التوسع الآلي في القياس النحوي يسمونه الإعراب على المجاورة، كقولهم : هذا جحر ضبٍ خربٍ، بجرّ خرب لمجاورتها لضب مع أنها صفة لجحر المرفوعة.
ونوع الثاني من التطور الغوي حدوث الألفاظ المبتدعة نأخذ مثالا كلمة ” المئذنة ” أصل المادة التي جاءت منها هذه الكلمة هو الأذن، وهو عضو السمع المعروف و الأذان في الأصل هو الإعلان و الإعلام. فأطلقت كلمة المئذنة لموضع الأذان للصلاة، أو المنارة، كما في الصحاح. قال حسن ظاظا في كتابه اللسان و الإنسان أنه لم يوجد شاهد على معرفة العرب بهذه الكلمة لا في الجاهلية و لا في صدر الإسلام. أصبحت هذه الكلمة تأخذ مكانها في المعجم العربي لشدة ارتباطها بالنمط الفكري و الحضاري للأمة الإسلامية.
و من الألفاظ المنقولة إلى معنى جديد هو كلمة القطار. معنى القطار عند العرب هو مجموعة من الجمال يسير الواحد منها وراء الآخر، وقد قرب بعضها إلى بعض، يقال جاءت الإبل قطارا بالكسر أي مقطورة. و قد استعملت كلمة القطار لكل سرب من الكائنات الحية التي يسير الواحد منهم وراء الآخر، حتى قيل قطار النمل. ثم نقل اللفظ في العصر الحديث للدلالة على الصفّ من مركبات السكة الحديد المربوطة بعضها في بعض و المقطورة بقاطرة. أخيرا أنّ التوسع النحوي و ظاهرة الابتداع كذا نقل المعنى الجديد ، إن هي إلا مظاهر لتطور حيوي في اللغة على ألسنة الناطقين. و هو أمر لا مفر منه مع تعقد حياة البشر و تقدم الحضارة.

الأداء اللغوي عند الطلبة في المرحلة الجامعية

ينال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها الاهتمام الكبير من مجتمع إندونسيا باعتبارها لغة دينية. فاللغة العربية كلغة دينية – دين الإسلام – يحل محلا أعلى في منظور سكان إندونسيا. فتصير اللغة العربية مدروسة في جميع المعاهد الإسلامية كمادة أساسية وتكون شرطا في فهم الدروس الإسلامية فيها. ولم نجد معهدا من معاهد إسلامية ترك تعليم اللغة العربية. ومع أن تعليم اللغة العربية في المعاهد الإسلامية يمثل وجبة أساسية إلا أن تعليمها فيها تختلف أنواعها وطرائقها باختلاف أهداف تعليمها. فمن أهداف تعليم اللغة العربية في المعهد السلفي أنه يركز على أهداف دينية حيث يمهِّر التعليم الطلبةَ على قراءة الكتب الدينية والتراثية فتكون المواد الدراسية تختص بالقواعد اللغوية.
وأما المعهد الحديث فيركز على أهداف اتصالية حيث يكون هدف الاتصال هدفا رئيسا في تعليم اللغة العربية فيه وتكاد المواد الدراسية كلها تتجه إلى تمهير الطلبة على الممارسة الاتصالية وتكون مادة القواعد مدروسة كوسيلة تساعد الطلبة على تركيب الجمل العملية الوظيفية ولاتُدرَس القواعد نظريا كمادة مستقلة, فلايوجد هناك تعليم القواعد باستخدام كتاب ألفية ابن مالك أو العمريطي أو المتممة الفواكه الجنية وغيرها من الكتب النحوية. ومن هذه الفروق نستطيع تمييز الخرجين الذين تخرجوا في المعهد السلفي والمعهد الحديث من ناحية الكلام والقراءة والكتابة حينما يواصلون دراستهم في الجامعة التي تدرّس اللغة العربية مكثفة كجامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية مالانج.
وفي الجامعة هم يدخلون في فصل واحد مع مختلف خلفية دراستهم السابقة وتُلاحظ من خلال ممارستهم الكلام مثلا مزايا وقصورهم. ومن مزايا معظم الطلاب الذين أكملوا الدراسة في المعهد الحديث طلاقة الكلام وسليقة التحدث وهم لايفكرون مرة أخرى فيما سيتكلمون عنه ومع ذلك بدت قصورهم النحوية والتعابير الاصطلاحية. ومن أمثلة قصورهم النحوية قولهم “هذا الصُّورة” و “هذه الملعبُ” الذي وقع خطأهم في وضع اسم الإشارة و ” لِيُبَيِّنُ ” الذي يجب أن يكون منصوبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا و ” يُماَرِسُ عَنْ حُبِّهِ” الذي لايتعدى بحرف الجر و” لاَ وَجَدَ إِلاَّ هذهِ المرأةُ ” الذي يستغني عن دخول ” لاَ ” في الفعل الماضي. وهذه الأخطاء خرجت من كلامهم بلاشعور. ومن الأخطاء الاصطلاحية التي تتجلى أثناء كلامهم اصطلاح ” نَهتَمُّ عنْ ” و ” نُبيِّنُ لكم بهذه الصُّورة” و ” في المسْرحيَّةِ كان رجلٌ ” و “لأنّ الطالبَ ألعبُ إلى الجَوَّالِ” و ” ثُمَّ يُجَابُ الأستاذُ “.
ومثلُ هذه التعابير نطقها الطلاب بشكل عفوي ولم يشعورا بأنها أخطاء قد ارتكبوها كثيرا. ثم يستنتج الكاتب أن الأخطاء اللغوية التي ارتكبها الطلاب ليست في مجال الكفايات اللغوية وإنما تقع في مجال الأداء اللغوي. وهذه القضية تحدث بسبب احتكاكهم بالبيئة المحيطة بهم حيث يكتسبون الأصوات وقواعد النحو والأساليب منها. وبالإضافة إلى ذلك أنهم يتأثرون أيضا بلهجات لغتهم الأم في كلامهم العربي حيث تتمكن لغتهم الأم منذ صغارهم وأصبحت نمطا ثابتا في عقولهم. ولذلك يجب على المعلمين ملاحظة هذه القضايا أثناء تعليمهم وبالتالي يجب عليهم تعديل وتصحيح الأخطاء وخاصة الأخطاء التي تتعلق بالكفايات اللغوية حتى لاتصير أخطاء شائعة يعتبرها الطلاب صحيحة. وبالتالي يسمحون الأخطاء التي تتعلق بالأداء اللغوي لأن ذلك حدث في ظاهر اللغة وليس في باطنها. والله أعلم

اللغة هي حاجة بيولوجية

يتكلم الإنسان دون حساب عدد الكلمات التي نطقها كل يوم. فزعم الكثير أن المرأة أكثر كلاما من الرجل حتى يظهر في المثل الجاوي “إذا تكلم الرجل كلاما واحدا فتتكلم المرأة ثلاثة كلمٍ أو أكثر”. فالكلام عند الإنسان لاينظر إلى كبر السن أو صغره. فالصغير يستطيع أن يتكلم ولو بكلمة أو كلمتين إما أن يكون كلامه صحيحا كاملا أو متقطعا ناقصا. وأما الكبير ولاسيما الذي عنده المعلومات الكثيرة فيتكلم أكثر من الكبير. إذن كل الناس يتكلمون مادموا غير بُكْمٍ وسلماء أعضاء النطق. وإذا وُجد واحد لايتكلم البتة فربما لديه معيقات خاصة تعيقه من الكلام، وهذا من باب استثنائي لأن الكلام حاجة لايمكن تركها في البيئة الاجتماعية.
الكلام ظاهرة لغوية تتكون من الأصوات والكلمات والجمل والفقرات وغيرها. فتخرج هذه الأصوات أو الكلمات أو الجمل بشكل عفوي تدفعها الحاجة البيولوجية. فاللغة هنا عبارة عن الأكل والشرب والنوم يعملها الإنسان ويحتاج إليها لحماية جسمه من الضعف والمرض وعدم التوازن الجسدي. ومن لايتكلم بسبب عدم الصاحب الذي يستطيع أن يصاحبه في يوم وليلة وهو مصاب بالتوتر والقلق. ويشعر بأنه فريد وحيد في حياته بسبب عدم الصديق الذي يصاحبه في الأنس. مع أن ما في ذهنه رصيد الكلام يستعد للانفجار. ولذلك قد نجد شخصا يتكلم بنفسه أو يتغنى بنفسه بلاشعور وكأن الكلام أو الغناء يخرجان من لسانه أوتوماتيكيا.
وإذا كانت اللغة حاجة من حاجات بيولوجية فهي مطلوبة عند الناس كما يكون الرز لسكان إندونسيا مطلوبا في كل مكان. فالحاجة لايمكن تلبيتها إلا بعد أن يرى الإنسان الأحداث العملية مثل شعور الجوع والعطش. فهذه الأحداث تكون مثيرة لتليبة الحاجة فالأنشطة التي تتحرك لتلبية الحاجات تسمى مستجيبة لأنها تستجيب المثيرةَ التي سبقتها. فلا يمكن الإنسان أن يأكل قبل أن يشعر بالجوع ولايشرب قبل أن يشعر بالعطش. وهنا أن الجوع أو العطش هو حدث عملي مثير للإنسان أن يتحرك ويعمل لإزالة عطشه وجوعه وأما نشاط الأكل فهو مستجيب لذلك المثير. ويتضح أن الأكل هو حاجة بيولوجية يثيرها الجوع وكذلك الشراب فهو حاجة يثيرها العطش.
وإذا قسنا نشاط الأكل بالنشاط اللغوي فاستنتجنا أن اللغة هي حاجة بيولوجية تثيرها الأحداث العملية. فالإنسان سيتكلم إذا أثارته المثيرات التي تدفعه إلى الكلام. وإذا لايوجد المثير فلن يتكلم الإنسان أبدا. ومن المثيرات التي تمكن دفع الإنسان إلى الكلام شعور داخلية مثل الغضب والفرح واليأس والبغض وغيرها أو ظروف ملحة للمتكلم كسقوطه في النهر أو وقوعه في الحادثة أو رؤيته السرقة وهكذا. وهذه الشعور وتلك الظروف تكون مثيرة يستجيبها كلام الإنسان. وإذا سقط الإنسان في النهر وهو لايستطيع السباحة فهو سيتكلم صائحا مستغيثا إلى من رآه لكي ينقذه من الغرق.
وفي تعليم اللغة خاصة اللغة العربية للناطقين بغيرها لابد أن يستخدم طريقة أو وسيلة تعليمية تثير دوافع الطلاب وميولهم ليتكلموا ثم إذا كثرت المثيرات كثرت الاستجابة وإذا كثرت الاستجابة الكلامية معناه أن الطلاب قد تكلموا كثيرا وإذا تكلموا كثيرا وهم يتعودون على ممارسة الكلام وفي الأخير ستترسخ في ذهنهم الأنماط اللغوية التي سيخرجها متى شاؤوا ومتى أرادو. والله أعلم

تخطيط الحضارة الإسلامية في المستقبل نحو فكرة ضياء الدين سردار محمد سعيد الماجستير

الحضارة هي انتاج الانسان المدني الاجتماعي بخصائصه الفكرية والروحية والوجدانية والسلوكية تحقيقا لأهداف أمته، وما ارتضته هذه الأمة لنفسها من قيم ومثل ومبادئ.
وقال بنابي إن الحضارة هي كل وسائل الأداب والمواد التي تصنع المجتمع ويعطون لضمة الإجتماعية المحتاجة الى أعضائه للتقدم. والحضارة الإسلامية هي التي تمسك بالنظام والمقايس ومنهج النتيجة والعادة والثقافة والتاريخ.
فمن المعلوم أن التاريخ قد أثبت أن الحضارة الإسلامية يعم بمعاقاة ترجمة البحوث الماضية اليونانية والفارسية والهندية والمصرية من علم الطب وغيره، وهذا العمل يعجب في عصر خليفة المأمون من الدولة العباسية ثم أروبيون يعملون عملا مذكورا وقال يوماك : “مدرسة طاليدو هو الذي يترجم الثقافة العربية واليونانية الى الحضارة الغربية أولا”
‌أ. السبب
أبرز السمات المخسرة على المجتمع الإسلامي اليوم هو فشلهم في تغليب مسابقة الخطوات في العالَم اليوم. وبالتالي، فإن الإسلام مع جميع الوسائل التي طبقت في السياسة الاجتماعية لم تستكمل بوجوه. وهذا الفشل يصعب المسلمين في تحويل الأفكار الإسلامي على أساليب الحياة الإسلامية.
‌ب. الكيفية
أما النظام التي يستخدمها ضياء الدين سردار في هذا التخطيط هو النظام الكلاسيكية الإسلامية ألا وهو الإجتهاد من القرآن مباشرة كما فعل كمال الفاروقي القائل بعدم إغلاق الإجتهاد رسميا من قبل أي شخص.
فالقرآن الكريم ينص على المبادئ التوجيهية والمبادئ لجميع الأنشطة البشرية، والإطار النظري للمعلمات من الحضارة الإسلامية. وهذه المبادئ هي التي قد قدمها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإطار العملي.
وقد علّمنا القرآن النواحي البشرية كأفراد شملت الناحية الروحية، والأخلاقية والتحسينية، والخصائص الفيزيائية من شخصية الإنسان. وتوجيهات القرآن للبشر كمجموعة، ويغطي جوانب السلوك الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، وغير ذلك. و يستند هذا الفهم القرآني هنا الى الإيمان بإله واحد، لكن ليس بمعنى جامد، بل في شكله الديناميكي، والمنهجي. ولتنفيذ هذه المبادئ الواردة في القرآن الكريم فنحتاج إلى السنة النبوية حيث يلعب دورا هاما لغايتها القصوى.
فالمشكلة الأساسية لوجود التحديث الغربي هي عدم فهمنا للإسلام. علمائنا وقادتنا الدينيين، مثقفينا وشعبنا، فهم لا يفهمون الاسلام. ومعنى فهم الإسلام ليس القدرات والإمكانات على شرح الحديث، أو يروي نقلا عن طقوس معينة أو آيات من القرآن الكريم، ولكن القدرات على تطبيق المفاهيم الإسلامية ديناميكية وحيوية في المجتمع اليوم. ولهذا السبب، كان الإجتهاد محتاجا جدا لتنفيد تخطيط الحضارة الإسلامية في المستقبل بالنظر الى جميع الحيثيات والبدائيل التي تكثر عدد التطورات والأحداث، والأسباب المختلفة الواقعة.
ولأجل تلك المشكلة فيجب على كل مسلم في مستقبل حضارته أن يحاول تحقيق الإسلام كافة بأن يبدأ بأنفسه أو بتعليم الحب إلى الإسلام استمرارا، لكي يصبح المسلم شخصية متعلقة بالإسلام في نواحي حياته كما حققه الشارع، ولكن هذه الخطوة مشكلة جديدة مثقلة فينا، فيحتاج الصبر والاستمرار في إجراء خطوات تشكيل الأجيال المسلمة الثقة، لأننا سائرون في اتجاه المدينة النورة مع الدولة الثقة الكاملة في دين الله، وإنما نحاول إعادة بناء الحضارة الإسلامية يعتمد على ارادة الله. والله أعلم بالصواب.

النظام الصوتي فرق أساسي بين اللغات في العالم

اللغة حقيقتها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم كما عبره ابن جنى عن تعريف اللغة. ومن هنا يُعرف أن جميع اللغات في العالم تمتلك أصواتا كثيرة ثبت وجودها في جميع اللغات. فالأصوات هي عبارة عن جزء صغير من أجزاء اللغة، لأنه وحدة صغيرة تتركب منها الكلمات ثم الجمل. ورغم أن الصوت في اللغة جزء صغير لكنه نظام تنتظم منه الكلمات أو الجملة. فاللغة تتكون من الأصوات ثم تتركب منتلك الأصوات الكلمات ثم تتركب من تلك الكلمات الجمل. وهذه الأجزاء يرتبط بعضها بعضا لايمكن فصل أحدها دون آخر.
والذي يفرق بين لغات الشعوب في جميع الدول هو النظام الصوتي وليس صوتا. لأن النظام الصوتي هو الذي ينظم الأصوات اللغوية لتكون كلمة. فكثير من اللغات يتشابه في الأصوات ولكن من نفس الأصوات تختلف الكلمات. والأمثلة في ذلك كثيرة منها أصوات B – A – T – U. هنا تتكون الكلمة من صوتين صامتين B و T وصوتين صائتين وهما A و U. ويمكن من هذه الأصوات الأربعة أن تكون كلمات مختلفة غير كلمة BATU. يعني يمكن أن يشتق من هذه الأصوات كلمة B A U T و B U T A و T A B U وغيرها. وكل هذه الكلمات تحمل معان مختلفة. فكلمة BATU معناها حجر و BAUT هي مسمار و BUTA هي أعمى و TABU هي عيب أو غير محتشم.
وإذا لاحظنا الكلمات السابقة فوجدنا أن الأصوات فيها لا شك أنها قد توجد في لغات أخرى سوى اللغة الإندونسية. فصوت B هو موجود في اللغة الإنجليزية والعربية وكذلك صوت T و U و A ولكن الكلمات التي تتكون من تلك الأصوات في اللغة الإندونسية غير موجودة في اللغة الإنجليزية والعربية. فلا توجد كلمة BATU و BAUT و BUTA و TABU في لغة غير إندونسية. والنظام الصوتي الإندونسي الذي يميزها بالكلمات الأخرى غير الإندونسية. لولا النظام الصوتي الإندونسي لما كانت هذه الكلمات، ولهذا السبب تسمى تلك الكلمات بالكلمات الإندونسية وبالتالي ستصبح الكلمات الإندونسية لغة إندونسية. فتسمية اللغة الإندونسية تتوقف على الأنظمة الصوتية التي تنظم الأصوات اللغوية مع أن الأصوات تتشابه بين اللغات.
وإذا حدثت ظاهرة النظام الصوتي في اللغة الإندونسية فتحدث كذلك في لغة أخرى مثل اللغة العربية. فأصوات اللغة العربية قد تكون متشابهة باللغة الإندونسية وقد تكون مختلفة عنها. ومن الأصوات الإندونسية التي ليست موجودة في اللغة العربية صوت P و Ny و Ng. وأما باقي الأصوات فوجد في اللغة العربية على سبيل المثال صوت ت يساوي T وصوت ب يعادل B وصوت ف يساوي صوت F في اللغة العربية وهكذا. فكلمة كَتَبَ مع ترتيب صوت ك ثم ت ثم ب تميزها من كلمات أخرى جاءت من نفس الأصوات. فالتنظيم السابق هو الذي يدل على ذلك تنظيم عربي لاتساويه أية لغة. لو غُيِّر الترتيب فربما تكون الكلمة ليست عربية وإنما إندونسية أو غيرها. ولذلك مع أن الأصوات اللغوية بين اللغة العربية والإندونسية متشابهة ولكن لايستطيع أن تسمى الكلمات الإندونسية باللغة العربية إذا كان الترتيب على الطريقة الإندونسية. وبالعكس لاتسمى الكلمة كلمة إندونسية إذا التنظيم على الطريقة العربية. والله أعلم

العلاقات داخل كل حقل معجمي:

  تعرض الفلاسفة اليونانيون من قديم الزمان في بحوثهم ومناقشاتهم لموضوعات تعد من صميم علم الدلالة، ومعنى هذا أن الدراسة الدلالية قديمة قدم التفكير الإنساني ومواكبة لتقدمه وتطوره.
ولم تتبلور فكرة الحقول الدلالية إلا في العشرينات والثلاثينات من هذا القرن على أيدي علماء سويسريين وألمان. ثم قادت نظرية الحقول أو المجالات إلى التفكير في عمل معجم كامل يضم كافة الحقول الموجودة في اللغة.
والحقل الدلالي (Lyons) أو الحقل المعجمي (Lexical Field) هو مجموعة من الكلمات ترتبط دلالتها وتوضع عادة تحت لفظ عام يجمعها، يقول ليون (Lyons) : هو مجموعة جزئية لمفردات اللغة. وفي فهم معنى الكلمة فهم مجموعة الكلمات المتصلة بها دلاليا، إذن معنى الكلمة محصلة علاقة بالكلمات الأخرى في داخل الحقل المعجمي.
تعد علاقة الإشتمال أهم العلاقات في السيمانتيك التركيبي. والإشتمال يختلف عن الترادف في أنه تضمن من طرف واحد. يكون (أ) مشتملا على (ب) حين يكون (ج) أعلى في التقسيم التصنيفي او التفريعي, مثل ” فرس” ينتمي الى فصيلة أعلى “حيوان”. وعلى هذا فمعنى ” فرس” يتضمن معنى “حيوان”
واللفظ المتضمن في هذا التقسيم يسمى اللفظ الأعم، والكلمة الرئيسية، والكلمة الغطاء، واللكسيم الرئيسي، والكلمة المتضمنة، والمصنف
أما علاقة الجزء بالكل فمثل علاقة اليد بالجسم, والعجلة بالسيارة. والفرق بين هذه العلاقة وعلاقة الإشتمال أو التضمن واضح. فاليد ليست نوعا من الجسم, ولكنها جزء منه. بخلاف الإنسان الذي هو نوع من الحيوان وليس جزءا منه.
أما التنافر فمرتبط كذلك بفكرة النفي مثل التضاد. ويتحقق داخل الحقل الدلالي إذا كان (أ) لايشتمل على (ب), و(ب) لايشتمل على (أ). وبعبارة أخرى هو عدم التضمن من طرفين, وذلك مثل العلاقة بين خروف وفرس وقط وكلب، وكذلك أي كلمة يكون لفظ “كلب” أو “قط” أو ” فرس” أو “خروف” كلمة الغطاء لها متنافرة مع الباقيات.
يدرس علم اللغة ظواهر الإشتراك اللفظي والترادف والتضاد في إطار نظري واحد يطلق عليه علم اللغة “نظرية العلاقات الدلالية” وهي نظرية حديثة في ميدان الدراسات اللغوية, تتصل بتعدد دلالة الكلمة وغموضها, كما تعد هذه النظرية جزءا من منهج علمي أشمل وأسع في دراسة علم الدلالة, وهو ما يطلق عليه “علم الدلالة البنيوي”
وعرف العلماء بأن المشترك اللفظي اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفتين فأكثر دلالة على السواء عند أهل تلك اللغة، مثل كلمة operation التي تستعمل للدلالة على الخطة العسكرية وعلى العملية الجراحية وعلى الصفقة المالية ويسمى هذا النوع بوليزمي polysemy (كلمة واحدة – معنى متعدد)، وكلمة sea بمعنى بحر و see بمعنى يرى (لايهم اختلاف الهجاء). ويسمى هذا النوع هومونيمي homonymy (كلمات متعددة – معان متعددة).
والله أعلم

التكنولوجيا للتعليم المفتوح

التكنولوجيا هي الوسائل التقنية التي تتيح للناس تحسين محيطهم، وتمكنهم من معرفة استخدام الأدوات والآلات للقيام بالمهمات المعقدة بكفاية واقتدار، فنحن نستعمل التطبيق التكنولوجي للسيطرة على العالم الذي نعيش فيه. والتكنولوجيا تمكن الناس من استخدام المعرفة والأنظمة والأدوات التي من شأنها تسهيل حياتهم وجعلها أفضل.
فالتكنولوجيا موجودة في كل مكان وهي تجعل الحياة أفضل. وتعبر كلمة “تكنولوجيا” عن التطور في إنتاج الأدوات أو تطوير الأدوات الموجودة أصلا ،هذا التطور الذي يحدث تغييرا في كيفية عمل الأشياء. فعلى سبيل المثال، تعدُّ المكنسة الكهربائية من أوائل التقانات الصناعية الحديثة التي أثرت على حياة العائلات.
على الرغم من أن التكنولوجيا تؤدي دورا أساسيا في إيصال التعليم المفتوح، فلا بد أن ينصب تركيز المعلمين على نتيجة التعليم وليس على تكنولوجيا إيصال المعلومات. إن اساس نجاح التعليم المفتوح هو التركيز على حاجات الطلاب ومحتوى المواد التعليمية والعقبات التى يواجهها المعلم قبل التركيز على اختيار نظام توصيل المعلومات. وهذا ينتج عنه مزيج متنوع من الوسائل التي يمكن استخدام كل منها لخدمة هدف معين. فعلى سبيل المثال:
المادة المطبوعة الجيدة بإمكانها أن تشكل معظم المنهج التعليمي على شكل كتب منهجية أو نصوص للقراءة والبرنامج اليومي. بينما توفر الاجتماعات المسموعة والمرئية التواصل الحي وجها لوجه وتعتبرهذه وسيلة جيدة وغير مكلفة في حال استضافة متحدثين أو خبراء.
كما يمكن استخدام الاجتماعات عبر الحاسوب أو البريد الإلكتروني في إرسال الرسائل أو الواجبات الدراسية أو التعليقات والردود أو غيرها من المتطلبات الصفية إلى واحد أو أكثر من الطلاب.ويمكن استخدامها أيضا في زيادة التفاعل بين الطلاب. أما أشرطة الفيديو المسجلة مسبقا فيمكن استخدامها في تقديم المحاضرات، أو في شرح المواد التي تتطب توضيحا من خلال وسيلة مرئية. وأما اجهزة الفاكس فمن شأنها إيصال الوظائف اليومية، و الإعلانات المستعجلة، وواجبات الطلاب والردود.
ومن خلال استعمال هذا المنهج المتنوع يطالب المعلم باختيار الوسيلة المناسبة من هذه الأدوات التكنولوجية. فالهدف هو بناء خليط من الوسائل التعليمية الفعالة وذات التكلفة المعقولة لتلبية حاجات الطالب.
ولعل من أكبر التحديات التي تواجه توسيع برامج التعليم المفتوح حالياً هو عدم ارتياح أعضاء الهيئات التدريسية لكليات المجتمع لفكرة التعليم المفتوح وترددهم في استخدام التكنولوجيا المرافقة له، حيث يظهرون قلقا من تأثير التكنولوجيا على دورهم كأعضاء في الهيئات التدريسية. وتقوم اتحادات الهيئات التدريسية بمناقشة قضايا مثل حقوق الملكية الفكرية والتعويض المنصف والانحدار في النوعية نتيجة للمناهج التدريسية المعلبة، وضرورة الإبقاء على التواصل الإنساني. والله أعلم.

مشكلات طالبي اللغة العربية في مواجهة ازدحام المنافسة التعلمية

واعلم أن تعلم اللغة الأجنبية ليس باالسهولة، ولكنه مع الهمة العالية، والدوافع الرافعة، والممارسة اليومية، والدراسة النشيطة سينال شهادة النجاح، كذلك اللغة العربية أكمل لغات العالم في النواحي اللغوية مثل نظامها الصوتي، وتراكبها، وبديع ألفاظها.
وتختلف صعوبة تعلم اللغة الأجنبية تبعا لميول الدارسين والبيئة التي يعيشون فيها أثناء تعلمهم للغة، وتختلف أيضا صعوبة تعلم اللغة الأجنبية حسب طبيعتها من حيث مشابهتها أو اختلافها في الصوت أو الكتابة للغة الدارس الأصلية، ومن ثم يسهل على العربي مثلا تعلم اللغة الفارسية أو الأردية، ويشق عليه تعلم اللغات الأوربية أو اللغة الصينية. حيث كان الاختلاف والتشابه بين لغة وأخرى يكون في الأصوات أو في طبيعة تركيب اللغة أو في الأنماط السائدة فيها أو في شكل الكتابة.
وتعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها هو القضية والمشكلة الذي يصاحبنا في كل المحاضرات فيسرنا أن نحاول دائماً بأن نتعرف على المشكلات الشخصية التي نواجهها عند الدراسة ونصنفها ونحللها ثم نعالجها معالجة مناسبة. لأن الدارس عندما يبدأ تعلم اللغة الأجنبية فبالطبع لا يتقنها مباشرة لكن بمرور الزمان وتجديد التعبان. وبالتالي فإننا إذا لاحظنا لغة الدارسين في هذه المرحلة نلحظ عجباً لأنه يتكلم اللغة العربية لا هي اللغة الهدف التي تعلمها ولا هي اللغة الأصلية لهم، ويطلق عليها اللغة الانتقالية. ولهذه اللغة صفات أهمها : أنها تجمع خصائص اللغة الأم وبعض خصائص اللغة المنشودة، ولكن لماذا تجمع بعض خصائص اللغة الأصلية ؟ لأنهم يحاولون أن ينقلون إلى لغتهم الأم من اللغة الهدف، واللغة الهدف في هذه العملية قد أثرت تعبير هم في جميع جوانبها اللغوية
حقا، أن اختلاف الخلفياتهم يؤثرون معاملتهم ودراستهم، منهم من يتكلمون اللغة العربية انطلاقا ولم يعرفوا القواعد النحوية والصرفية، ومنهم من يعرفون القواعد النحوية والصرفية ولا يتكلمون بل لايستطيعون لأنهم يفكرون ما سيعبروه نحويا وصرفيا فتقطّعون، ولكن منذ هذه الرابعة من لديهم همة العاليم في تعلم هذه اللغو ومنهم من يشعرون المملات المتزامنة. هذه هي بعض المشكلات الدراسية في هذه اللجنة، إذن لابد على مدرس اللغة العربية لغير الناطقين في هذه المر حلة أن يطور المهنح الدراسي ويطبق الطريقة الممتعة في تعليم اللغة العربية، لكي لا يملون في الدراسة ويتأثرون بها ثم يتملكون الدافع الشخصي لتعلم اللغة العربية، لأنهم ربما يتعلمونها تحت ظل القيم الدراسية فقط والتكلفات الأكاديميقية لايبالون باللغة العربية، وهم ناسون بنياتهم في هذه الجامعة المحبوبة.
فطبعا على المدرسين الناجحين أن يفهمون الحال ويحاولون تحليله ويعالجون مشكلاتهم بحيث يعطونهم البواعث وينشؤون إنسانيتهم وينبهون أنفسهم بأنهم أبناء اللغة العربية لغة دينهم وجنتهم، ويعلمونهم تعليما ممتعا ومبعثا فينال شهادة نجاح المعلم والمتعلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.