الترجمة عبر التاريخ: ملامحها وتطورها

الترجمة أي التأويل أو التفسير أو التوضيح لغة، أما الترجمة من حيث الاصطلاح بمعنى عملية نقل العلوم أو الأراء من اللغة المصدر الى اللغة الهدف.
حركة الترجمة في الشرق
تظهر عملية الترجمة منذ القديم، حيث قال بعض العلماء بأن عملية الترجمة تبدأ منذ ظهور و نمو تاريخ الإنسان، أما الترجمة بالنظر الى تاريخ الحضارة الاسلامية تبرز شفهيا و تحريريا في مقدمته ، ثم تنمو تلك العملية في عصر الدولة الأموية فرديا حتى جاء عصر الدولة العباسية. وفي هذا العصر، ازدهرت عملية الترجمة حيث أرسل الخليفة المأمون وفوده الى القسطنطينية لدراسة العلوم المتعلقة بالترجمة، ثم إثر ذلك تترجم بعض الكتب التى تتعلق بالعلوم الطب والفلسفة و العلوم الأخرى، ومن قبل المترجمين الذين اشتهراو في هذا العصر مثل إبن المقفى الذي يترجم الكتاب الحكمة والأمثال الهندية ” كليلة و دمنة “، و يحي بن بطريق ، محمد بن سلام، حجاج بن مطر و حنين بن اسحــــــاق. تطلــــــــــــــــــــــــــــق هذا العصر بالعصر الذهبي عند الاسلام.
حركة الترجمة في الغرب.
وفي عام 1200 – 1500 ميلاديا ، تظهر عملية الترجمة في الغرب، تترجم علماء الغرب بعض الكتب التى تكتبها علماء المسلمين منها القانون لإبن سينا ، تترجم الكتاب “الدليل فى علم الطب” الى اللغتين. وفي هذا العصر ، اشتهر “Gerard Cremone” بـ ” أب الترجمة” حيث تترجم بعض الكتب الاسلامية بعد دراسته عن اللغة العربية في أسبانيا. ومن ناحية أخرى، تترجم “Robert Shisteri” بعض الكتب التي ألفته “الخوارزمي” الى اللغة اللاتينية مثل الرياضيات و الفلك و الكيمياء. وهو أول من يترجم معاني القرأن الى اللغة نفسها. تقدمت وتطورت هذه الحركة في أسبانيا حتى تعتبر هذا البلد بمقر المراكز الترجمة عند الغرب.
حركة الترجمة في اندونسيا.
في بداية نشأة هذه الحركة ، تترجم الاندونسيون الكتب الأدبية مثل رامايانا و ماهاباراتا من اللغة الهندية كلغة المصـــــــــــــــــــــــــدر الى اللغة الجاوية كلغة الهدف. ولمـا جاء الاسلام، تنمو هذه الحركة بترجمة معاني القران الكريم و بعض الكتب الاسلامية المتعلقة بالأحكام والألوهية مثل الفقه، و التوحيد ، و الفرائض ، والأخلاق. ولم تقف هذه الحركة الى هذه الخطوة فقط بل تتجلى الى هذا العصر الحديث حيث تظهر المؤسسات للترجمة.
وفي ختام هذه المقالة، ألاحظ الكاتب بأن الترجمة لها دور كبير في تنمية حضارة اسلامية كانت أم غربية. و الترجمة ليست مجرد عن نقل العلوم من اللغة المصدر الى اللغة الهدف فحسب، بل الترجمة عملية تحتاج الى معرفة المترجم عن الاسلوب اللغوية و العادات والتقاليد و الثقافة أيضا. تطلق الترجمة فنيا في تطبيقه ونظريا في علومه التى تحتاج الى التطبيق والممارسة. وليس المرء يولد مترجما إلا بممارسة الترجمة ومعرفة تقنياتها، فممارسة الترجمة ومعرفة تقنيتها تشبه سلاحا ذا وجهين، فينبغي للمرء منهما إذا أراد يكون مؤهلا فيها.

الكتابة مهارة

من واجبات المعلمين في الجامعات أن يعملوا البحوث العلمية وأن يؤلفوا كتبا كثيرة. ولاسيما إذا كان المعلّم أستاذا أو بروفيسورا ومن وظيفته أن يؤلف كتابا واحدا في كل ثلاث سنوات وأن يكتب المقالة العلمية في الدوريات الدولية والمحلية مرتين في كل سنة. فالكتابة العلمية في الدوريات والبحث العلمي وتأليف الكتاب كلها يستطيع أن يرَقّي مناصب المعلمين التعليمية. فأغلبية المعلمين يفشلون في الارتقاء إلى منصب أعلى ولا يستطيع أن يرتقي إلى منصب بروفيسور لأنهم عجزوا في الكتابة حتى تكون كتبهم وتأليفاتهم قليلة. وإذا كانت كتابتهم قليلة لاتكفي لأن تُقدّم لنيل درجة بروفيسور.
فإن الكتابة مهارة مثل مهارات لغوية أخرى يمكن أن يدرّبها كل شخص لإجادتها. فمثل مهارة الكتابة كمثل مهارة قيادة الدراجة النارية. فالسائق المبتدئ حينما يسوق الدبابة في الطريق يمشي بطيئا جدا منتبها ومتمهلا حتى لايقع ولايضرب أي مركبة أخرى أمامها. وهو في أول تعلمه في الركوب مرتاب هل سيستطيع القيادة أم لا ؟ وهل سيقع أم لا ؟ وفي تلك الحالة يحتاج السائق الدافعية القوية من خارج نفسها حتى يتأكد أنه يستطيع أن يقود تلك الدراجة. وبعد أن يتأكد من قيادة الدراجة فيجب عليه أن يجعل واحدا من أصحابه أو إخوته الماهرين في القيادة أن يوجهوه ويرشدو التعليمات.
وبعد أن يفهم المتعلّم النظريات في ركوب الدبابة فهما تاما لابد منه أن يجربها. وأما الخطوة الأولى من خطوات ركوب الدبابة فهي تدوير المفتاح حتى تشتغل ماكينة الدراجة. ومن ثم فيمكنه أن يمشي مع الإرشادات والتوجيهات. وفي اليوم الثاني كذلك أن يعمل مثل مافعله في اليوم الأول وكذلك أن يعمل نفس العمل في اليوم الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع ومابعده. هذه التدريبات يعملها روتينيا مستمرا حتى يكون سائقا ماهرا ممتازا. وبعد أن يجيد القيادة فهو لن يقود الدبابة مثل قيادة المبتدئ الذي يمشي بطيئا وإنما هو يستطيع أن يتصنع في قيادته من القيادة باليد الواحدة والسير على السرعة ورفع الإطار الأمامي وغيرها.
وظاهرة الكتابة مثل ظاهرة من تعلّم قيادة الدبابة، كلما كان السائق كثيرا في ركوب الدبابة كلما تزداد مهارته في القيادة. وأما الكتابة فهي ليست مهارة جسمية فحسب وإنما تحتاج إلى تنظيم وترتيب الفكر. ربما في أول مرة شعر الكاتب المبتدئ الصعوبة في بداية الكتابة. وهو يتحير من أين سيبدأ كتابته وماالموضوع المناسب للكتابة. وحينما يبدأ الكتابة ووصل إلى سطرين أو ثلاثة سطور لايستطيع أن يواصل فكرته وكأنه يجد السد في تفكيره.وفي تلك الحالة لابد أن يعي أنه مازال المبتدئ وكل المبتدئ لن يكون ماهرا مباشرة.
هو لابد أن يستشعر بأنه حينما تعلّم ركوب الدّراجة في أول مرة، لم يعرف كيف طريقة القيادة ولم يعرف ماذا سيفعل بالدراجة أمامه. وحينما يستشعر ذلك سيعي أنّ تعلم الكتابة مثل تعلم ركوب الدراجة. فكلاهما مهارتان حيث لايجيدهما أي شخص إجادة إلا بكثرة التدريب والممارسة. فالإنسان حينما يدرب نفسه بالكتابة روتينيا ستكون كتابته جيدة.

سلاح ذو حدين….كيف التوقي عنه ؟

تطوّر التكنولوجيا في يومِنا الحالي أصبح أزمة خطيرة. تأتي المعلومات عبر الشبكة الدولية كلها تعليمية و ترفيهية لتلبي متطلبات مستخدميها، فالتكنولوجيا مثل السلاح ذو حدين أنها تفيد و تفسد، تتعرض الإنسان بظهورها إلى التأثير الإيجابي أو السلبي نفسيا أو جسديا .ويتمثل التأثير السلبي في نفس الإنسان بمثل الإدمان و تغيّر الخلق و السلوك حتى ظهور الأفعال المنحرفة أو ارتكاب الجريمة. وتشيّع هذه الخطيرة في عالم الشباب اليوم، إدمان اللعب الإليكتروني و القرع الشبكي وغيرها تقتل أوقات الشباب و تفشل دراستهم لأجل متابعة اللعب و تيمّن حصول القرعة. كما أن انتشار المحذرات و التحرشات في المجتمع كذلك فعلا لا تنفصل عن دور الشبكة الدولية.
لكن إذا تأمّلنا ليست الشبكة الدولية و الجوّال أو الحاسوب جيدة ولا سيئة في ذاتها، توقف الأمر على مستخدمها لأنها لا تنفعل بنفسها و لا يزيد عن كونها الثروة الصناعية، لذا، تخيّل معي، شبكة الإنترنيت في توفير المعلومات كأنها تشبه السوق الكبير الذي يراود الزوّار من الاطلاع على البضائع المتوفرة في متاجره. فالزبائن في السوق كما أن المستخدم في مجال الإنترنيت ينقسم إلي الثلاثة، الأول شخص يفتقر إلى البيانات لعمله ففتح القنوات المعينة و لايفتح القنوات الأخرى إلا لأجل التحسين و إتمام عمله فقط فهذا مستخدم سليم، الثاني شخص يفتح القنوات الشبكية لأجل استهلاك الوقت الفارغ خلال انتظار الشيء أو الاستراحة فتعرض هذا إلى فتح مالا يفيده ولا حاجة إليه. والثالث شخص يفتح الإنترنيت لأجل إدمان اللعب أو تيمّن القرعة أو مشاهدة الفيديو أو غيرها فهذا خطر يحتاج إلى العلاج، فأين نحن ؟ ولو كان في بعض حين قد يدخل الشخص في النوع الأول والثاني أو الثالث إلا أن يكون الفرق بينها يكون في نسبة الإصرار.لذلك افترض العلماء السكولوجيا أن الأزمة الأخلاقية في وقتنا الراهن التي تصيب المجتمع الإندونيسي على كافة المستويات، من بين الحكام و المحكومين والمدير والعاملين والمعلم و طلابه وحتى حالة طوارئ المحذرات في إندونيسيا اليوم كلها ناجمة من هجوم التكنولوجيا والثقافة الحديثة وأنها تدل على ضعف مجتمعنا محاولتها.
ضعف المحاولة حقيقة مشكلة تنظيم الحياة التي تصيب جميع مستويات المجتمع اليوم، إذا رجعنا إلى القرآن الكريم أنها لا تخلو عن طبيعة الإنسان التي نص عليها عز وجل في سورة المعارج أية 19-21 أنه خلق هلوعا. الهلوع صفة مشتقة من الهلع بفتحتين وهو شدة الحرص. واستمرار الأية أن الإنسان إذا مسه الشر جزوعا أي كثير الشكوي و إذا مسه الخير منوعا أي بخيلا. فسر بعض المفسر أن الإنسان جُبِلَ على الجزع وشدة الحرص، إذا أصابه المكروه والعسر فهو كثير الجزع والأسى، وإذا أصابه الخير واليسر فهو كثير المنع والإمساك. و تشير الآيات إلى السبب الأولي الذي يدعو الإنسان إلى رذيلة الإدبار والتولي والجمع والإيعاء والوقوع في الجريمة وارتكاب المحارم.
ويشير استمرار الأية إلي أن الصلاة لها الأثر البارز في دفع رذيلة الهلع المذموم. كيف يكون ذلك ؟ الأول من جانب الصحّي كانت الصلاة هي أفضل رياضة عقلية وروحية وجسدية، والمحافظة عليها يعني المحافظة على حالة نفسية هادئة ومستقرة. الثاني من جانب علم النفس أن الصلاة تساهم في تقويم نفس المسلم واعتدال مزاجها كما أنها تعين المسلم على إزاحة هموم الدنيا وأحزانها. زيادة على ذلك أن الصلاة تفيد مصلحة الفرد والجماعة لأنها تهذب الإنسان وتضبط تصرفاته، لذا أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر تقلب الصفة الرذيلة حسنة التي تحب للخير و السعادة لنفس الإنسان و مجتمعه. اختصارا مما سبق أولا أن هجوم التكلولوجيا شيء ضروري لا يقدر الإنسان رده بل يلزمه الاستفاد منه، ثانيا أن علاج رديلة الصفة في الإنسان، طبيعية كانت أو عارضة من تأثير هجوم التكنولوجيا هو إتقان الصلاة.

دور الأدب في ترشيخ القيم الأخلاقية

حتى الآن، ما زال بعضنا لم يعرف كلمة “الأدب”. الأدب بالمعنى البسيط والدقيق هو فن التعبير الجميل. الأدب له عناصر داخلية كالأشياء التي تجعله شيأ جميلا فهي: فكرة، وعاطفة، وخيال، وأسلوب.
بمرور الزمان نشأ أولاد البلاد وبعضهم أصبحوا أدباء مثل خير الأنوار ومصطفي بشري وغيرهما. في إجراء حياتهم، يشعرون شعورهم ومجتمع حولهم (مشكلة كانت أو أحوالا اقتصادية أو سياسية أو ثقافية)حتى ظهرت الأفكار في ذهنهم، ثم يجعلونها التأليفات الجميلة. وفي التأليفات الأدبية لها أهداف متنوعة من الأدباء، منها: نقد الحكومة، والتشجيعا علي غزوة المستعمرين، والتعبير عن حياة مجتمع الأدباء لمجتمع أخر وغيرها. لا يمكن للأدباء أن يتألفوا من غير خبرتهم مع أنهم ماهرون في العلوم لأن الأفكار تظهر من الخبرة.
في هذا العصر (عصر العولمة) كثير من الجريمات التي تنتشر في أي مكان ومعظمها يفعلها الشباب الذين ما زالوا في المدارس والجامعات كل يوم نسمع ونشاهد ونجد (عبر التلفاز) الجريمة التي ليست لها النهاية، وأسبابها متنوعة، هناك بالعمد أو بالضرورة. بالتأكيد لا نريد هكذا ونفكر طرق لإنقاصها مهلا بمهل حتى تزيل عن بلدتنا. وطرق كل شخص متنوعة: الأباء يربيون أولادهم منذ صغارهم، والأولاد يتعلمون في المعاهد والمدارس والجامعات، والحكومة تصنع القانون للبلدة وتعاقب الأشخاص المخطئ لأنهم يخالف القانون والنظام. إن كان جميع شعوب البلدة يتوحدون لإزالة الجريمة؛ فإن شاء الله؛ سوف تزيل الجريمة عن البلدة. ومن الطرق العديدة هناك الأشخاص الذين يعلّم أنفسهم وأبناء الأمة الصفات والأخلاق الكريمة بواسطة الأدب، وهم الأدباء.
حياة الأدباء أحسن وأنظم من حياة الناس الأخرى لأنهم يفهمون معانى الحياة التي لا يمكن أن يفهمها العالم أو الماهر. ظهر الأدب بشعور دقيق من أديب ثم يغيره إلى كليمات أو شيء أخر، وعندما نظرنا إلى الأدباء فنجد شيأ أخر منهم لا يملكه ناس أخر، هو الصفة اللطيفة والحليمة في معاملته مع الأخر. وفي توجه الحياة، كان الأديب متفائلا وصابرا ولا نجد حتى الآن؛ حياة الأديب غير المنظمة.
يعلّم الأدبُ الأديبَ لكي يتصف بالأخلاق الجميلة مع أنه يشعر بشعورحزين لأن الأدب هو شيء جميل، فطبعا على الأديب أن يكون جميلا في صفاته، فلا يمكن يصدر شيء جميل من الشخص السيء لأن الأدب هو مرآة قلب الأديب، فكل شيء يشعره الأديب سيظهر كافة. خاصة للأدباء المسلمين العربيون الذين لهم التأليفات الجميلة، مثلا إمامنا الشافعي له شعر: (سَافر تَجِدْ عِوَضًا عمن تُفَارِقُه # وانْصَبْ فإن لذيذ العيشِ في النَصَب). نستطيع أن نغني هذا الشعر بالبحر البسيط غناء.
إن كنتم تريدون أن تصبحوا أدباء فهذا أمر بسيط بل صعب، لماذا؟ حينما نظرنا إلى تاريخ الأدباء، فهم بدؤوا من كتابة المقالة البسيطة عما شعروا، لا ينظرون إلى جمال كتابتهم فالأهم يستطيعون أن يكتبوا ما خطر ببالهم. ولأنهم يستقيمون في إقامة الكتابة كل يوم، فيستطيعون أن يركبوا الكلمات الفنية والجميلة حتى أصبحت التأليفات. ما وجدنا الأدباء المشهورة الذين تُبْدَأ حياتهم بالكسلان، لكن يبدؤون بالجهد والحماسة لأن النجاح لايُنال إلا بالجهد. الخبرة التي نلنا كل يوم كثيرة لا تُعد ولا تُحصى ولكن حينما نبدأ بكتابتها فجاء الكسلان فى نفسنا فهذا هو شيء لا بد علينا أن نُزِيْله لأن داء العلمِ كسلانُ.
أخيرا، لا بد لنا أن نشكر بأننا نتعلم اللغة العربية وأدبها،كلغة دين الإسلام التي كانت لغة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كأسوة حسنة لنا وله هدف لإتمام مكارم الأخلاق، نتعلم أيضا علم الأدب الذي يدون فيه القيم الجمالية، به نتخلق بأخلاق الرسول ونتزين بها. فالأدب وسيلة لتذهيب النفوس بالقيم الحسنة، والله أعلم .

أثر التكنولوجي في ترقية اللغة العربية

ازدهر التكنولوجي في هذا العصر. وفي هذا الصداد يثبت بوجود المبتكرات في هذا العالم، من مقتصد حتى محنك. ونجد تطور التكنولوجي بشكل شريع جدا. فلا يكاد يمر يوم الا ونشاهد فيها ابداعا جديدا. وتقدم التكنولوجي مهمة في حياة الإنسان لأنها أحد عنصر في تقدم الإنسان.
ولا شك أن أكثر الناس مثل الهاتف للإتصال، وشبكة الدولية لنيل الأخبار وغيرهما. ومن المعلوم أن تأثير التكنولوجي ينقسم إلى قسمين: إيجابي وسلبي.
ولذلك تعتبر التكنولوجي سلاحا ذا حدّين، وتعود إلى استخدام الشخص نفسه لها. إذا كان الشخص يستخدمها بوجه الصحيح فنال نتيجة إجابية، وإلا فلا. وإضافة إلى ذلك أن التكنولوجيا لها فوائد عظيمة ومنافع كبيرة لا يمكن انكارها في الواقع، ومنها مساعدة على توسيع ادراك الشخص المستخدم لها وتطوير ثقافته.
والتكنولوجي لها دور هام في ترقية اللغة العربية أيضا. كما علمنا أن اللغة العربية تعرف منذ دخول الإسلام في اندونيسيا. وفي هذا الصداد تدرس اللغة العربية كوسيلة للتعلم وتعميق المعرفة بالإسلام. ولكن منذ عهد الإستعمار الهولندي، لايزال العديد من الطلبة الإندونيسيين يدرسون في عدد من الجامعات في الشرق الأوساط. هم درسوا اللغة العربية ليست كمجرد الوسيلة بل للغاية. ولذلك بعد نجاح دراستهم، معظمهم من اللغويين العربية وقادر على استخدام اللغة العربية بنشاط.
بشكل عام، تطوير اللغة العربية في إندونيسيا لديها مشكلتين، الأول من حيث اللغوية. وذلك لأنما هو موجود في اللغة العربية يختلف عن اللغة الإندونيسيا سواء كان في الصوت والكلمة والقاعدة والكتابة والمعنى. والثاني من غير اللغوية. وهذا الصداد لإجل انخفاض الحماسة والدافع للتعلم اللغة العربية بالمقارنة مع اللغة الأجنبية الأخرى لاسيما لغة الإنجليزية. الطلاب أفخر عندما كانوا يتقنون اللغة الإنجليزية من اللغة العربية. هم يفترضون بأن فرص العمل مفتوحة عندما كانوا يتقنون اللغة الإنجليزية.
وبالإضافة إلى الواقع، أعتقد بأن التكنولوجيا هي أحد الحل لهذه المشكلة. وبها ننشط للتعلم اللغة العربية وزيادة الإهتمام وتوفير البيانات الموثوقة ويمكن الإعتماد عليها وضغط المعلومات وتسهيل البيانات. ولذلك نستطيع أن نستخدم التكنولوجيا في ترقية اللغة العربية مثل الحاسوب وشبكة الدولية وقمر اصطناعي وغيرهم. وكما علمنا أن أحد طريق تعليم اللغة العربية في إندونيسيا تستخدم التعليم الإلكتروني (E-Learning). وهذه الطريقة تستخدم آلة الإلكترونية لتسهيل عملية التعليمية وارتقاء المهارات في اللغة العربية لأنها تتضمن على النص والصورة والصوت والفيديو وغيرهم مما يعاون في ارتقاء المهارات.
فالحاصل ينبغي لنا أن نستفيد التكنولوجيا في ترقية اللغة العربية. وبتطوير التكنولوجي نحن نستطيع أن نبتدع ابداعا كثيرا في منهاج تعليم اللغة العربية لكي لا يشعر من يدرس اللغة العربية الملل ويتحمس ارتقاع المهارات في اللغة العربية.

العقليات كرأس مال النجاح واساسه لمستقبل الطلبة : في إرشادات أستاذ فيصل فتاوي

إن العصر الحاضر الذي يسمى بعصر العولمة يكثر فيه المنافسة و المصارعة بين الناس خاصة في مجال فرص العمل ولذا يجعل كل طلبة الجامعة يشعرون في الشك والقلق على مستقبلهم. وهذا من أظهر الفرق بين الماضي والحاضر، يحصل الطلاب والطالبات الجامعية في الماضي على العمل بالسهولة بعد أن كانوا خريجين بخلاف الطلبة في هذا العصر، فيصعب عليهم على حصول العمل، وكون الخريجين في كل السنة من الجامعات الوطنية عديدة يؤدي الى ظهور هذه المشكلة. فإن كل الجامعة في كل السنة باندونسيا لا يخلو من أن تنتج مائة الخريجين على حد الأقل من كل المدن بأندونسيا.
ومما لاشك فيه أن تكون الطلبة الجامعية خاصة يشعورون بالخوف والشك على مستقبلهم. ولقد تكلم استاذ فيصل فتاوي كرئيس قسم اللغة العربية وادبها وكذلك كان محاضرا فيها عن هذه القضية وقام بالتوجيهات والارشادات في أحد المناسبة المعقدة من طلبة قسم اللغة العربية وادبها, وحاصل ما بحث وشرح من كلامه أنه مهما كان الزمان الحاضر مثل ما مر ذكره من أن فيه صراع ومنافسة في حصول العمل لاينبغي على الطلبة وخاصة هنا طلبة قسم اللغة العربية وأدبها أن يقعوا في القلق والخوف على مستقبله وذلك لأن الله لايقسم رزق أحد لايتحتم أن يصدر من القسم الذي تخصص فيه لكن الذي يعين رزق أحد هو الكسب والجهد الذي سعى به. ووجه هذا الكلام خاصة على طلبة قسم اللغة العربية من أن في الاواخر شاع الفهم المخطئ على ان متخصصي العلوم العامة في الجامعة أوسع وأكثر لهم للحصول على العمل الذي يرام مع أن الحقائق لايكون مثل ذلك. بممعنى أن الخريجين من العلوم العامة في الواقع مازالوا كثيرين الذين لم ينالوا أي عمل والاخرون الذين حصلوا على العمل لايكون حسب العلوم الذي تخصصوا فيها. وقال فإن كل شيئ من عندالله.
ثم استمر شرحه بأن ما يلزم على الطلاب والطالبات ليست أن يفكروا على أي عمل الذي سوف يحصلونها في المستقبل, نعم صح القول بأن الانسان عليهم هيكل وخطوات لمستقبله, ولكن من قبل أن يصل الى ذلك أول شيئ يهم له كان لزاما عليه أن يملك العقليات الجيدة الفائقة وشرح معنىها بأنها هي الارادة القوية والاجتهاد المجد في عمل الاشياء المقترن بالاعتقاد التام على انه سيحصل على ما يرام من الامال والاماني. واحتج على أهمية الاعتقاد التام هنا باحد الانظمة من كتاب العمريطي الذي يقول : إذالفتى حسب اعتقاده رفع … وكل من لم يعتقد لم ينتفع, بمعنى أن الطلاب حينما لم يكن يعتقد بنفسه فلاشيء يناله لأن مقدار نجاح الفتى يكون على مقدار اعتقده كما ذكر النظم قريبا, فإذن كان لزاما على الطلبة الجد كل الجد في نجاح دراسته أولا.
من ثم نعرف أن العقليات الفائقة هي الاساس المهم يلزم على الطلاب أن يملكها ويغرسها في أنفسهم. وكذلك بالنسبة الى طلبة قسم اللغة العربية عندما أرادوا حصول النجاح في مستقبله بجانب ما مر يلزم كذلك أن يبدأوا بالكتابة وإنشاء المؤلفات فإن الكتابة مهمة للغاية كما أنه قد قال العلماء : إذا لم ترد أن يغرق العصور والاوقات اسمك فابدأ الكتابة, وحكى بعض حكايته أن ما يجعله ناجحا مثل اليوم أنه عندما كان يدرس في الجامعة يمارس ويلازم على عملية الترجمة والكتابة وما فكر في السابق أن يكون مثل اليوم من أنه أصبح رئيس القسم ومحاضرا في الجامعة. هكذا ما شرح وأرشد لنا فلعلنا نستفيد ونستنتج منه كثيرا حتى ننجح فيما سيأنني من الزمان.

القراءة مفتاح باب الحضارة

“الكتاب شباك الدنيا و مفتاحه القراءة”. إنه عبارة غير غريبة في سماع الناس و مشهورة عند جميع المجال في المجتمع. أحق هذه العبارة أم رأي مكتوب فحسب؟ وكيف تحقق هذه العبارة في حياة المجتمع الحقيقية؟ لا شك أنها متعلقة بأهمية القراءة و منافعها للقارئين.
قبل أن نخطو أبعد خطوة إلى بيان جواهر مدار هذا البحث، قد كان أحسن اختيار أن نعرف أولا مفهوم القراءة و حقيقتها. رأى فينوجيارو وبنومو (Mr. Finochiaro & Bonomo) أن القراءة عملية فهم الشعور و المعنى المضمونين في اللغة المكتوبة. بجانب ذلك ألقى كولكر (Kolker) أنها عملية الاتصال بين الكاتب و القارئ بوسيلة اللغة المكتوبة. حقيقة القراءة ليست قراءة اللغة المكتوبة فحسب بل ملاحظة الأحوال الواقعية و يتبعها أخذ عبرة وحكمة أو استنباط تسمى أيضا القراءة. و القراءة أول شيئ أمر الله به رسوله في أول وحي أنزل الله عليه “اقرأ باسم ربك الذي خلق” (العلق : 1).
اعتمادا على ما سبق بيانه المذكور أن حقيقة القراءة واسعة نظرا إلى مفهوم هذه الكلمة الوحدة في موقف الحياة المشتملة، فنحدد مدار هذا البحث إلى أهمية القراءة في مجال ما يتعلق بالكتاب أي اللغة المكتوبة.
غير قابل لإنكار أن العلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم و المعارف تعتبر دليلا من دلائل نشأة الحضارة السامية لأنها تؤدي إلى وجود الاكتشافات الحديثة و المستجدات التي لم تكتشف من قبل. لذا جدير بالقول أن للعلوم دور عظيم في تغيير حضارة الأمة. اعتمادا على ذلك لتكتسبن العلوم بالقراءة. ستزيد العلوم في نفوس الأمة وستتطور في مجتمعها بالقراءة لا شك فيه.
أهمية القراءة غير مخصصة لمجال معين بل إنها مهمة لجميع المراحل. القراءة ليست عملا مناسبا لطلاب المدارس فحسب، بل الآباء والأمهات والمدرسون والموظفون محتاجون إلى القراءة. على الآباء والأمهات أن يعودوا أولادهم بالقراءة منذ مرحلة طفولتهم. يمكن أن يبدؤوا بتدريسهم قراءة القرآن فيتبعه قراءة كتب جذابة مطابقة بمرحلتهم. فطبعا هذا التعويد لا بد أن يكون والداهم أسوة في هذا الشأن، لا سيما على الأمهات أن يعرفن إليهم عملية القراءة في بيوتهم و في أسرتهم. إذا ظهر وعي القراءة في نفوسهم منذ طفولتهم في البيت سيستمر هذا التعويد إلى المراحل المتبعة و ينشره إلى أصحابهم خارج البيت. ولا ريب أن الولد المتعود بالقراءة سيكون ولدا واسع المعرفة و مسبب ازدهار الحضارة.
نظرا إلى الواقع، قد تنحط رغب الشبان في القراءة المغروس في نفوسهم منذ طفولتهم. مع مرور الزمان وزيادة الأنشطة الغليظة فد ينسى الحرص في القراءة. توفر أغلب الجامعة مكتبة فيها كتب مشتملة العلوم و خصوصا المواد المتعلقة بعملية دراستهم. فينبغي لهم أن يستفيدوا ما توفره الجامعة في زيادة علومهم و توسيع معارفهم. مضافا على ذلك، لتتطور الوسائل التكنولوجيا في هذا العصر العولمة. لقد كان سهلا علينا أن نبحث ما نحتاج من العلوم بوجود الشبكة الدولية. فيستطيعون أن يقرؤوا ما جهزته الكتب الإيلكترونيكية. عملية التدريس في الجامعة ليست كعمليته في المدارس المتوسطة التي كانت طلابها يدرسون ما يدرسونه معلموهم. فطلاب الجامعة مطلوبون أكثر أن يبحثوا بأنواع طريقاتهم أكثر و أوسع ما يمكن عن ما يتعلق بموادهم الدراسية.
التفاتا إلى تفصيل البيانات المذكورة، نستنبط أن القراءة مهمة و محتاجة عند كل أحد و عملية مناسبة لجميع المجال غير محدودة لمجال معين و مرحلة خاصة. و القراءة مفتاح لتوسيع المعرفة و إمساك العلوم و إحاطتها. لذا، القراءة مقتحمة أبواب الحضارة و لا حجة في الرغبة عن القراءة.

العلماء ورثة الأنبياء

مااجمل هذه المهمة وما أعظمها وما اثقلها من أمانة لو يعلم الناس ثوابها ؛ ً أنما العلماء ورثة الأنبياء ً صدق رسول الله ويكفيك شرفاً أن تكون علي خطي النبي صلي الله عليه وسلم حيث قال: ً أنما بعثت معلماً
بل قد أثني الله عليك أيها المعلم الفاضل وشهد لك من فوق سبع سموات أنك أكثر الناس خشية لله، قال تعالي: ً أنما يخشى الله من عباده العلماء ً فاطر” 28″
بل ورفعك درجات فوق المؤمنين فقال: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات ً المجادلة “11 ” فيا سعادتك بهذه الدرجات وهذه المنزلة.. ثواب وحسنات إلي يوم القيامة.
فهل بعد ذلك تريد أن تفرط فيها ؟
فهل بعد ذلك تريد أن تفرط فيها ؟؟
فأنت المصباح المنير الذي ينير الطريق في الدنيا والآخرة، سبحان الله فقد وصل المعلم ألي هذه الدرجة، ولكن ما الذي يحدث اليوم في عصرنا.. ما الذي جعلنا نتراجع عن هذه المنزلة؟
أعلم أن كل شئ فيك أيها المعلم هو موضع بحث ، وتعليق، وتقليد فالكل ينضر أليك ويتعلم منك فالحسن ما أحسنت والقبيح ما تركت، فملابسك ومظهرك وكلامك وأخلاقك تكون موضع فحص من كل طالب تمر به أو تتحدث وتتعامل معه، بدون أن تشعر به فهو يقلد كلامك وأخلاقك وما تنصح به، فكن أنيقا حلو اللسان وتذكر حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم:
من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها دون أن ينقص من أجورهم شئ إلي يوم القيامةً وكذلك من سن سنة سيئة فإنه يوم القيامة يحمل وزرها وذنب من عمل بها بعده” .. فأنت صاحب تربية قبل التعليم فكلمة تدخلك الجنة وأخري تدخلك…..؟
نعم الخلف لـخير ســــلف:.
نعم أنت سيدي المعلم : نطمع وما ذلك علي الله بعزيز أن يخرج من تحت يدك ومن ثمرة تربيتك من يخدم الوطن ويحافظ عليه وينميه حتي يصل الي مصاف الدول المتقدمة.

تنمية الموارد البشرية ضرورة لتطوير التنمية الاقتصادية في الدول النامية

تواجه الدول الناميه قدرا كبير من التحديات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية، فمسيرة التنمية في الدول الناميه رهينة بتحقيق معدلات نمو اقتصادية مرتفعة تفوق معدلات النمو السكاني الامر الذي يتطلب تحقيقه تطوير وخلق الكفاءات ( رأس المال البشري) القادر علي إيجاد التنمية الأكثر ملائمة لظروف هده البلدان.
تعد أنشطة البحث والتطوير هي الحلقة الاضعف في منظومة الاقتصاديات الناميه عموما وبالتالي لن تستطيع هده الدول ان تلعب دورا مهما في نقل اقتصادياتها “الريعيه” الي اقتصادات ذات قيمة مضافة إلا باقتصاد قائم علي المعرفة يسمح بتنمية اقتصادية واجتماعية ,فالتقنية وتطوير الموارد البشرية أصبحت أكثر من أي وقت مضئ عاملا أساسيا في الإنتاج وفي توفير فرص العمل الحقيقي وفي تنوع الاقتصاد وفي زيادة الدخل القومي حيث يؤدي تطوير الموارد البشرية والتعليم الي إنتاج السلع وتطوير الاقتصاديات أكثر
من إي مصادر أخري ولعل الأمثلة كثيرة التي نراها والتقنية من خلال القيام بما يلي: في العالم اليوم وبالذات في الدول ذات الموارد الطبيعية المحدود الغنية جدا بمواردها البشرية أو طاقاتها المعرفية المتطورة ولكل تقوم الموارد البشرية بدورها في تطوير التنمية في الدول الناميه والإسهام في تصحيح الاختلالات في الهياكل الإنتاجية فيها فان عليها القيام بمجموعة من الإجراءات الضرورية أهمها
بنا رأس المال البشري المؤهل
فتكوين كوادر بشرية منتجة من أهم الحاجات التي تدعم تطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية وذلك من خلال عمل مؤسسي منظم لان تطوير التنمية البشرية يعد التحدي الأكبر الذي يواجه الدول الناميه في سعيها لنقل اقتصادياتها الحالية الي اقتصاديات متطورة لا تعتمد علي الموارد الطبيعية فقط بل الي اقتصاد يعتمد علي المعرفة:
1- النشر الكامــــــــــــــــــــــــــــــل للتعليم الأساسي والمتوسط والجامعي ووضع برامج للقضاء علي الأمية خاصة في مجالات اللغات وتعليم الحاسوب بما يحقق حدا أدني من اكتساب المعرفة وحصيلتها الحضارية.
2- دعم مجالات البحث والتطوير وتحفيز العلماء والباحثين وزيادة الإنفاق علي الدراسات التي تخص فروع الصناعات التحويلية والزراعة.
3- إعطاء الأسبقية في مجالات البحث والتطوير للمشكلات الجدية التي تواجه الدول الناميه وتستدعي المواجهة السريعة لها كمشكلات البطالة والفقر.
4- إن مسيرة التنمية في الدول الناميه رهينة بتحقيق معدلات نمو اقتصادية مرتفعة وهذا الأمر يتطلب تحقيقه تطوير وخلق الكفاءات والكوادر( رأس المال البشري) وذلك من خلال التركيز علي عنصري التعليم والبحث العلمي والتطوير.

البيئة اللغوية وقرار المدير

البيئة إناء يُشكّل النّاس إلى شتى الشاكلات. فالبيئة التعليمية تستطيع أن تجعل السكان فيها متعلّمين يحبون العلم والتعلّم والبحث. والبيئة اللغوية العربية تجعل السكان فيها يتكلمون العربية والبيئة الفنّية تجعل الإنسان تجعل السكان فيها فنانا وغيرها. ومن هنا أن دور البيئة لتكوين الناس إلى مجال معيّن مهم وكبير. ولذلك إذا أراد الناس أن يصبح إنسانا فنانا بقي له أن يذهب إلى البيئة الفنية ويشترك فيها ويتعامل مع الفنان الآخرين. وهذه البيئة التي تتركز على الفنون بإندونسيا أشرفها مجلس الفنون الإندونسية. وكذلك إذا أراد الناس أن يجيدوا اللغة العربية فعليهم الذهاب إلى البيئة التي تكلم سكانها العربية الناطقون بها مثل بلاد عربية في الشرق الأوسط.
وإذا مااستطاع أن يذهبوا إلى بلاد عربية في الشرق الأوسط لقلة التكلفة السفرية فيذهبون إلى البيئة الأخرى التي فيها غير الناطقين بالعربية ولكنهم يتكلمون العربية يومياتهم مثل المعهد الحديث الذي كان الطلبة الذين يسكنون فيه يتكلمون العربية مع أنهم إندونسيون غير الناطقين بالعربية. فهذه البيئة على النوع الثاني سهل للوصول إليها ولكنها لاتشبه البيئة العربية الأصلية. والبيئة اللغوية الثانية هذه تسمى بالبيئة المصطنعة. وأما البيئة اللغوية العربية على النوع الأول بيئة طبيعية أصلية كُوّنت منذ سنوات ماضية قديمة. وأكثر رؤساء العرب يقررون أن اللغة العربية تكون لغة مشتركة بين العرب في جزيرة العرب.
فإذن أن البيئة اللغوية الأصلية أو المصطنعة ظهرت بسبب القرار من متخذي القرار في المحل الذي يعيش فيه صاحب القرار. ولذلك أصبح تكوين البيئة متعلق بالقرار المحلي والعالمي. فالبيئة العربية في المعهد الحديث ينطلق من قرار مدير المعهد وكذلك البيئة العربية في الجامعة تنطلق من قرار مدير الجامعة. وكذلك هيمنة اللغة المعيّنة في بلدة ما تنطلق من قرار رئيس البلدة. فاللغة الإندونسية تستخدم كلغة وطنية بإندونسيا بسبب قرار رئيس الجمهورية الإندونسية الذي يفرض على ذلك. واعتمادا على هذه البيانات أن تكوين البيئة اللغوية في مكان ما ينبني على قرار الرؤساء فيه. وإذا أرادوا أن يكوّنوا البيئة اللغوية عربية كانت أم إنجلية فتصير البيئة بيئة لغوية وإذا ما أرادوا لن تكون البيئة اللغوية العربية قائمة.فقرار المدير أو الرئيس في تكوين البيئة اللغوية لابد أن يعتمد على تزكية وحث العلماء المتأهل في مجال تكوين البيئة. وعلى سبيل المثال أن تكوين بيئة اللغة العربية في معهد أو جامعة يحتاج المدير إلى الاستشار إلى علماء اللغة والبيئة. فينبغي على المدير أن يوظف علماء اللغة تحليل المشكلات التي تعوق تكوين البيئة العربية. فتكوين البيئة العربية في الجامعة أصعب من تكوين البيئة في المعهد، لأن أكثر الطلبة الذين يريدون الدراسة في المعهد الإسلامي لديهم رغبة قوية في تعلم اللغة العربية. وأما الطلبة الذين يدرسون في الجامعة فخلفياتهم متنوعة. بعضهم من المعاهد الإسلامية وبعضهم من المدارس الحرافية والعامة الذين لم يسبقوا تعلم اللغة العربية.
ولمواجهة تنوع خلفيات الطلبة في الجامعة ينبغي على المدير أن يتخذ القرار التدرجي في تكوين البيئة اللغوية. صحيح أن مدير الجامعة أو مدير المعهد لديه سلطة في إجبار جميع الطلبة أن يتكلموا العربية طوعا أو كرها، لكن الطلبة في الجامعة يختلفون عن الطلبة في المعهد الإسلامي في خلفياتهم. فالطلبة في الجامعة أكثر شجاعة وانتقادا من الطلبة في المعهد الإسلامي في إقامة المظاهرة حينما يجدون القرار من الجامعة غير المناسب برغباتهم. ولكن الطلبة في المعهد الإسلامي يميلون إلى كلمة سمعا وطاعة للمدير والمشايخ. ولذلك لو أجبر مدير المعهد الإسلامي طلبتهم التكلم بالعربية في المعهد لن توجد المشكلات. ولكن لو أجبر مدير الجامعة على جميع طلبته التكلم بالعربية في يومياتهم فيمكن أن تحدث المظاهرة لمقاومة قرار مديرهم. ولذلك القرار المناسب لتكوين البيئة اللغوية في الجامعة قرار تدرجي يجعل مجتمع الجامعة يتكلمون العربية والإنجلزية دون قهر وإجبار. والله أعلم