hjhj

بقلم : نور قمري

ربما يكون شرطا من شروط نجاح العمل أن يخطط ويصمم الناس كل أعمالهم. إذا أراد أي شخص الذهاب إلى مدينة معينة فعليه أن يخطط الأمور التالية 1) إلى أي مدينة سيذهب 2)ماالأشاء التي ينبغي عليه حمله 3) في أي طريق سيمرّ عليه 4) بأي مركبة سيصل إليها 5) ما هو انطباعه في ذلك السفر بعد رجوعه إلى البيت. هذه الأشياء الخمسة يجب على كل مسافر مراعاتها واهتمامها للوصول إلى الهدف المنشود. وإذا أهمل ذلك فيمكن سفره تاهيا أو بطيئا في الوصول أو بل لن يصل إلى المدينة المستهدفة.

        فالتعليم عبارة عن السفر، فيكون هناك هدف التعليم والمواد التعليمية التي يجب على الطلبة حملها والطرائق التعليمية التي تسهّل الوصول إلى الهدف وكذلك الوسائل التعليمية التي تسرع أو تبطؤ الوصول إلى الهدف والشيئ الآخر هو التقويم الذي يحكم فعالية أو غير فعالية السفر، فاالمعلم هو سائق ومدير لنجاح كل هذه العمليات. وإذا أراد المعلم إكمال عملية التعليم والتعلم سريعا فيجب عليه اختيار الطريقة السريعة المناسبة والوسيلة المساعدة الفعالة لتوصيل المواد إلى الهدف المنشود. أما المواد التعليمية التي يجب عليه اختيارها هي حسب الأهداف التعليمية.

        فإذا أراد المعلم أن يجعل طلبته ماهرين في اللغة العربية المعاصرة فيختار المفردات والمسرحيات والحوارات والقراءات والأخبار العربية التي تتعلق بالعصر الحديث. فيمكن أن يأخذ المعلم الأخبار من التلفاز أو الصحيفة أو المجلة التي أُذيعت و كُتِبَت باللغة العربية المعاصرة. وإذا أراد المعلم أن يجعل طلبته متقنين تلك اللغة العربية المعاصرة في مدة سريعة فيجب تعليمها بطريقة سريعة جذابة وبوسيلة مجدية. ومن طرائق تعليم اللغة العربية المعاصرة الطريقة السمعية الشفهية. وتفضل هذه الطريقة الاستماع الكثير إلى العربية ينطقها الناطق الأصلي أو غيره، ولكن الأحسن أن ينطقها الناطقون بالعربية. وإضافة إلى ذلك أن هذه الطريقة تفضل الكلام العربي وكذلك أنها تجعله وسيطا في إلقاء المحاضرات.

لتحقيق كل هذه الأهداف من تمهير الطلبة على المهارات اللغوية وتعويدهم على استماع الأخبار والحلقات والحوارات التي أجراها العرب عن القناة الفضائية العربية ينبغي على المعلم تصميم التعليم الثابت الذي يجعله مستندا في إنجاح المشروعات التعليمية. ويجب على المعلم اختيار المواد التعليمية المناسبة مع أهداف التعليم. وإذا كان الهدف تفهيم الطلبة على الكلمات حول الأسرة والمدرسة والتسوق فيجب على المعلم تنزيل الحوارات أو الأخبار أو الحلقات التي تتعلق بتلك الموضوعات من الإنترنت أو يستطيع المعلم تسجيل الحوار الذي أجراه العرب.

        وبالتالي يختار المعلم الطريقة المناسبة في تعليم تلك الموضوعات ولابد منه أيضا أن يختار الوسيلة التعليمية المجدية لتوصيل الطلبة إلى فهم تلك الموضوعات والخطوة الأخيرة هي تقويم نتيجة التعلم. هل أصبح تعليمه بالطريقة والوسيلة التي سبق تحديدها تعليما ناجحا جعل الطلبة واصلين إلى الهدف المحدد أم لا ؟ وإذا كانت نتيجة التعليم ممتازة بمعنى أن الطلبة يستطيعون الوصول إلى الهدف المعين فإن تصميم تعليم اللغة العربية ممتاز ولكن إذا حدث بالعكس أن الطلبة لم يصلوا إلى الهدف المنشود ولم يفهموا المواد التعليمية فكان التصميم لم يكن فعالا فيحتاج المعلم إلى إعادة التصميم. والله أعلم (17-10 – 2014)

Comments are disabled.