إن العيد يوم تاريخي يحتفل فيه كل الناس لذكرى مناسبة معينة في حياتهم. فالمناسبات التاريخية عند الناس كثيرة وهي متنوعة منها مناسبة عيد الميلاد. فعيد الميلاد هو عيد يحتفله الناس لذكرى يوم ولد فيه. فطرائق الناس في إقامة حفل مواليدهم مختلفة فمنهم من يحتفل به في المطعم مع تقديم الدعوة إلى أصدقائه وأقربائه للحضور ولإعطاء التهاني والتبريكات والدعاء على زيادة العمر. ومنهم من يحتفله في البيت مع ذبح الدجاجة أو الغنم أو الحيوان الآخر ويقيم حفلة بسيطة ثم يدعو الناس لإتيانها.ويرجو صاحب الحاجة الدعاء من الحاضرين أن يكون عمره مباركا في حياته وعمله وعبادته.
وصور أخرى من مناسبة الأعياد هي عيد يوم الاستقلال وهو عيد يحتفله أهل البلد لذكرى يوم استقلال الوطن من المستعمرين. فإن بلدة إندونسيا أصبحت مستقلة من الاستعمار يوم 17 أغسطس 1945. ولذلك تحتفل حكومة إندونسيا مع سكانها كل تاريخ 17 أغسطس سنويا بإقامة المراسم لرفع راية الأحمر والأبيض. ويجب على كل شخص أن يرفع راية الوطن أمام بيوتهم لذكرى هذا اليوم. ويحتفل الناس كذلك هذا اليوم بعقد المسابقات البدنية مثل مسابقة أكل الطعام ومسابقة ضرب الوسادة ومسابقة صعود شجرة الموز المموهة بالزيوت. وتهدف هذه المسابقات البدنية إلى ذكر مكافحة ومناضلة أبطال الاستقلال الوطني. كم من صعوبة وعائقة واجهها أبطال استقلاليون لطرد الأعداء من الهولند وشركائها واليابان من أرض إندونسيا.
وفي الإسلام عيدان كبيران عيد الفطر وعيد الأضحى.فعيد الفطر هو عيد يحتفله المسلمون بعد انتهائهم من صوم رمضان شهرا كاملا. سمي عيد الفطر لأن فيه صدقة الفطر التي يجب على كل نفس مسلمة دفعها إلى الفقراء والمساكين. وكذلك أن المسلمين في ذلك اليوم الفطري براء من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم. وأما عيد الأضحى هو عيد يحتفله المسلمون لذكرى ذبح نبينا إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل إلى الله طاعة لأمره تعالى. وضحى إبراهيم ابنه لله تعالى مع الصبر والإخلاص ولو كان بينه وساوس الشياطين ولكن إبراهيم يستقيم في فعل ما أمر الله قانتا. وسمى المسلمون اليوم الذي ضحى إبراهيم فيه عيد الأضحى. ومن هنا أستخدمت كلمة العيد لذكر المناسبة التاريخية أو اليوم التاريخي. فالعيد وجمعها أعياد وهي مشتقة من كلمة عاد يعود عودا. فهي تعنى رجع يرجع رجوعا. وأصبحت كلمة عودا عيدا لأنها قد مرت مراحل إعلالية. ولذلك إذا نتأمل ونتدبر معنى كلمة العيد سنجد أنها عود الشخص إلى ما كان أولا. فعلى سبيل المثال عيد الميلاد، فإنّ كل الشخص في هذا العيد يعود إلى تذكر يوم وساعة ومكان ميلاده حتى لاينساه لأنه إذا نسي سينسى عمره. وكذلك عيد الاستقلال فإن الناس فيه يعودون إلى ذكريات مناضلات ومكافحات أبطال إستقلاليين. وفي هذا اليوم كان الناس يحضرون أرواح الأبطال وكأن الأبطال حاضرون في حضرتهم وهم يشهدون مناضلتهم. وعيد الأضحى هو أن يحاول المسلمون ذكر تضحية إبراهيم وهم يسترجعون ويستدعون إخلاص إبراهيم في قلوبهم. وأما عيد الفطر وهو عيد يعود في كل الناس إلى فطرتهم. لأن الناس في حقيقتهم مولودون على الفطرة دون أن يحملوا أي الذنوب. ففي يوم عيد الفطر هم يحتفلون بفطرتهم مرة أخرى كما حصلوا عليها في بداية ولادتهم.

Comments are disabled.