“الكتاب شباك الدنيا و مفتاحه القراءة”. إنه عبارة غير غريبة في سماع الناس و مشهورة عند جميع المجال في المجتمع. أحق هذه العبارة أم رأي مكتوب فحسب؟ وكيف تحقق هذه العبارة في حياة المجتمع الحقيقية؟ لا شك أنها متعلقة بأهمية القراءة و منافعها للقارئين.
قبل أن نخطو أبعد خطوة إلى بيان جواهر مدار هذا البحث، قد كان أحسن اختيار أن نعرف أولا مفهوم القراءة و حقيقتها. رأى فينوجيارو وبنومو (Mr. Finochiaro & Bonomo) أن القراءة عملية فهم الشعور و المعنى المضمونين في اللغة المكتوبة. بجانب ذلك ألقى كولكر (Kolker) أنها عملية الاتصال بين الكاتب و القارئ بوسيلة اللغة المكتوبة. حقيقة القراءة ليست قراءة اللغة المكتوبة فحسب بل ملاحظة الأحوال الواقعية و يتبعها أخذ عبرة وحكمة أو استنباط تسمى أيضا القراءة. و القراءة أول شيئ أمر الله به رسوله في أول وحي أنزل الله عليه “اقرأ باسم ربك الذي خلق” (العلق : 1).
اعتمادا على ما سبق بيانه المذكور أن حقيقة القراءة واسعة نظرا إلى مفهوم هذه الكلمة الوحدة في موقف الحياة المشتملة، فنحدد مدار هذا البحث إلى أهمية القراءة في مجال ما يتعلق بالكتاب أي اللغة المكتوبة.
غير قابل لإنكار أن العلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم و المعارف تعتبر دليلا من دلائل نشأة الحضارة السامية لأنها تؤدي إلى وجود الاكتشافات الحديثة و المستجدات التي لم تكتشف من قبل. لذا جدير بالقول أن للعلوم دور عظيم في تغيير حضارة الأمة. اعتمادا على ذلك لتكتسبن العلوم بالقراءة. ستزيد العلوم في نفوس الأمة وستتطور في مجتمعها بالقراءة لا شك فيه.
أهمية القراءة غير مخصصة لمجال معين بل إنها مهمة لجميع المراحل. القراءة ليست عملا مناسبا لطلاب المدارس فحسب، بل الآباء والأمهات والمدرسون والموظفون محتاجون إلى القراءة. على الآباء والأمهات أن يعودوا أولادهم بالقراءة منذ مرحلة طفولتهم. يمكن أن يبدؤوا بتدريسهم قراءة القرآن فيتبعه قراءة كتب جذابة مطابقة بمرحلتهم. فطبعا هذا التعويد لا بد أن يكون والداهم أسوة في هذا الشأن، لا سيما على الأمهات أن يعرفن إليهم عملية القراءة في بيوتهم و في أسرتهم. إذا ظهر وعي القراءة في نفوسهم منذ طفولتهم في البيت سيستمر هذا التعويد إلى المراحل المتبعة و ينشره إلى أصحابهم خارج البيت. ولا ريب أن الولد المتعود بالقراءة سيكون ولدا واسع المعرفة و مسبب ازدهار الحضارة.
نظرا إلى الواقع، قد تنحط رغب الشبان في القراءة المغروس في نفوسهم منذ طفولتهم. مع مرور الزمان وزيادة الأنشطة الغليظة فد ينسى الحرص في القراءة. توفر أغلب الجامعة مكتبة فيها كتب مشتملة العلوم و خصوصا المواد المتعلقة بعملية دراستهم. فينبغي لهم أن يستفيدوا ما توفره الجامعة في زيادة علومهم و توسيع معارفهم. مضافا على ذلك، لتتطور الوسائل التكنولوجيا في هذا العصر العولمة. لقد كان سهلا علينا أن نبحث ما نحتاج من العلوم بوجود الشبكة الدولية. فيستطيعون أن يقرؤوا ما جهزته الكتب الإيلكترونيكية. عملية التدريس في الجامعة ليست كعمليته في المدارس المتوسطة التي كانت طلابها يدرسون ما يدرسونه معلموهم. فطلاب الجامعة مطلوبون أكثر أن يبحثوا بأنواع طريقاتهم أكثر و أوسع ما يمكن عن ما يتعلق بموادهم الدراسية.
التفاتا إلى تفصيل البيانات المذكورة، نستنبط أن القراءة مهمة و محتاجة عند كل أحد و عملية مناسبة لجميع المجال غير محدودة لمجال معين و مرحلة خاصة. و القراءة مفتاح لتوسيع المعرفة و إمساك العلوم و إحاطتها. لذا، القراءة مقتحمة أبواب الحضارة و لا حجة في الرغبة عن القراءة.

Comments are disabled.